للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الغائط (٢٤٢).

(حديث آخر) (٢٤٣) قال [١] الإِمام أحمد بن حنبل: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا مالك - يعني: ابن مغول - سمعت سيارًا أبا الحكم، عن شهر بن حوشب، [عن محمد ابن عبد اللَّه بن سلام] [٢] قال: لَقَد [٣] قدم رسول اللَّه، يعني قباء - فقال: "إن اللَّه ﷿ قد أثنى عليكم في الطهور خيرًا، أفلا تخبروني؟ " يعني قوله: ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ فقالوا: يا رسول اللَّه، إنا نجده مكتوبًا علينا في التوراة: الاستنجاء بالماء.

وقد صرح [بأنه مسجد قباء جماعة من السلف] [٤]. رواه على بن أبي طلحة، عن ابن عباس، ورواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير. وقاله عطية العوفي، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم والشعبي، والحسن البصري، ونقله البغوي عن سعيد بن جبير وقتادة.

وقد ورد في الحديث الصحيح أن مسجد رسول اللَّه، ، الذي [هو] [٥] في جوف المدينة هو المسجد الذي أسس على التقوى، وهذا صحيح، ولا منافاة لين الآية وبين هذا؛ لأنه إذا كان مسجد قباء قد أسس على التقوى من أول يوم، فمسجد رسول اللَّه، ، بطريق الأولى والأحرى؛ ولهذا قال الإِمام أحمد بن حنبل في مسنده:

حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد اللَّه بن عامر الأسلمي، عن عمران بن أبي أنس، عن سهل


(٢٤٢) - تفسير الطبري (١٤/ ٤٨٧).
(٢٤٣) - المسند (٦/ ٦) (٢٣٩٤٥). وسيار أبو الحكم: ثقة، روى له الجماعة. وأبوه يكنى أبا سيار، واسمه وردان، وقيل: ورد، وقيل غير ذلك. وشهر بن حوشب: صدوق كثير الإرسال والأوهام، تقدم مراراً. ومحمد بن عبد اللَّه بن سلام: ذكره ابن حبان في ثقات التابعين، وقال: يقال له صحبة. وقال ابن عبد البر: له رؤية ورواية محفوظة. وقال ابن مندة: رأى النبي وسمع منه. والحديث رواه ابن أبي شيبة في المصنف (١/ ١٥٣) من طريق شهر أيضاً. والبخاري في تاريخه (١/ ١٨). وذكر البخاري الاختلاف على شهر فيه، وقول من قال: عنه، عن رجل من الأنصار من أهل قباء. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٢١٣) وقال: "رواه أحمد عن محمد بن عبد اللَّه بن سلام ولم يقل: عن أبيه، كما قال الطبراني، وفيه شهر أيضًا".