للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرازي، حدثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس؛ قال: لما [١] نزلت هذه الآية ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا﴾ بعث رسول اللَّه، ، إلى عويم بن ساعدة، فقال: "ما هذا الطهور الذي أثنى اللَّه عليكم؟ " فقال: يا رسول اللَّه، ما خرج منا رجل ولا امرأة من الغائط إلا غسل فرجه - أو قال: مقعدته - فقال [٢] النبي، : "هو هذا".

وقال الإِمام أحمد (٢٤٠): حدثنا حُسَينُ [٣] بن محمد، حدثنا أبو أويس، حدثنا شرحبيل، عن عويم بن ساعدة الأنصاري أنه حدثه؛ أن النبي، ، أتاهم في مسجد قباء فقال: "إن اللَّه تعالى قد أحسن [عليكم الثناء] [٤] في الطهور في قصة مسجدكم، فما هذا الطهور الذي تطهرون به؟ " قالوا [٥]: واللَّه يا رسول اللَّه، ما نعلم شيئًا إلا أنه كان لنا جيران من اليهود، فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط، فغسلنا كما غسلوا.

ورواه ابن خزيمة في صحيحه.

وقال هشيم، عن عبد الحميد المدني، عن إبراهيم بن المعلى الأنصاري؛ أن رسول اللَّه، ، قال لعويم بن ساعدة: "ما هذا الذي أثنى اللَّه عليكم ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾؟ ". قالوا [٦]: يا رسول اللَّه، إنا نغسل الأدبار بالماء (٢٤١).

وقال ابن جرير: حدثني محمد بن عمارة الأسدي، حدثنا محمد بن سعد، ثنا إبراهيم ابن محمد، عن شرحبيل بن سعد؛ قال: سمعت خزيمة بن ثابت يقول: نزلت هذه الآية ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ قال: كانوا يغسلون أدبارهم من


(٢٤٠) - المسند (٣/ ٤٢٢) (١٥٥٢٧)، وابن خزيمة (٥٨٣، وأخرجه الحاكم في المستدرك (١/ ١٥٥). والطبرانى في الكبير (١٧/ ١٤٠) حديث (٣٤٨). وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ٢١٧) وقال: رواه أحمد والطبراني في الثلاثة وقال: وفيه شرحبيل بن سعد ضعفه مالك، وابن معين، وأبو زرعة، ووثقه ابن حبان. اهـ. وذكره الشيخ الألباني كشاهد في الإرواء (١/ ٨٥) لحديث أبي هريرة مرفوعًا: "نزلت هذه الآية في أهل قباء ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا﴾ قال: كان يستنجون بالماء فنزلت فيهم هذه الآية". وقد صححه.
(٢٤١) - تفسير الطبري (١٤/ ٤٨٧).