للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(طريق أخرى) قال أبو جعفر بن جرير: حدثنا ابن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا حميد الخراط المدني، سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن بن أبي سعيد، فقلت: كيف سمعت أباك يقول في المسجد الذي أسس على التقوى؟ فقال: [قال] [١] أبي [٢]: أتيت رسول اللَّه، ، فدخلت عليه في بيت لبعض نسائه، فقلت: يا رسول اللَّه، أين المسجد الذي أسس على التقوى؟ قال: فأخذ كفًّا من حصباء فضرب به الأرض، ثم قال: "هو مسجدكم هذا". ثم قال: [فقلت له: هكذا] [٣] سمعت أباك يذكره.

رواه مسلم منفردًا به (٢٤٩)، عن محمد بن حاتم، عن يحيى بن سعيد، به.

وروه عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره، عن حاتم بن إسماعيل، عن حميد الخراط، به (٢٥٠).

وقد قال بأنه مسجد النبي، ، جماعةٌ من السلف والخلف، وهو مرويَّ عن عمر بن الخطاب وابنه عبد اللَّه، وزيد بن ثابت وسعيد بن المسيب، واختاره ابن جرير.

وقوله: ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ دليل على استحباب الصلاة في المساجد القديمة المؤسسة من أول بنائها على عبادة اللَّه وحده لا شريك له، وعلى استحباب الصلاة مع جماعة [٤] الصالحين، والعباد العاملين، المحافظين على إسباغ الوضوء، والتنزه عن [٥] ملابسة القاذورات.

وقد قال الإِمام أحمد (٢٥١) حدّثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن عبد الملك بن


= سمعان. قال الترمذي: حدثنا أبو بكر، عن علي بن عبد اللَّه قال: سألت يحيى بن سعيد، عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي؟ فقال: لم يكن به بأس، وأخوه أنيس بن أبي يحيى، أثبت منه.
وأبوه سمعان أبو يحيى الأسلمي، المدني، قال ابن حجر: لا بأس به.
(٢٤٩) - تفسير الطبري (١٤/ ٤٧٧) رقم (١٧٢٠٦) وصحيح مسلم، كتاب الحج رقم (١٣٩٨).
(٢٥٠) - صحيح مسلم، كتاب الحج رقم (١٣٩٨).
(٢٥١) - المسند (٣/ ٤٧١، ٤٧٢) (١٥٩١٨) ورواه النسائي في كتاب الافتتاح، باب: القراعة في=