للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب أن يتخلفوا عن رسول الله﴾، قالوا: فنسخ ذلك بهذه الآية.

وقد يقال: [إنها] [١] بيان لمراده تعالى من نفير الأحياء كلها، وشرذمة من كل قبيلة إن لم يخرجوا كلهم؛ ليتفقه الخارجون مع الرسول بما ينزل من الوحي عليه، وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم بما كان من أمر العدو، فيجتمع لهم الأمران في هذا النفير المعين، وبعده، ، تكون الطائفة النافرة من الحي إما للتفقه، وإما للجهاد فإنه فرض كفاية على الأحياء.

وقال على بن أبي طلحة، عن ابن عباس [في الآية] [٢] ﴿وما كان المؤمنون لينفروا كافة﴾. يقول: ما كان المؤمنون لينفروا جميعًا ويتركوا النبي، ، وحده ﴿فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة﴾ يعنى: عصبة، يعني: السرايا، ولا يسيروا إلا بإذنه، فإذا رجعت السرايا وقد نزل [٣] بعدهم قرآن تعلمه القاعدون مع النبي، ، وقالوا: إنّ الله قد أنزل على نبيكم قرآنا وقد تعلمناه، فتمكث السرايا يتعلمون ما أنزل الله على نبيهم بعدهم، ويبعث سرايا أخرى، فذلك قوله: ﴿ليتفقهوا في الدين﴾ يقول: ليتعلموا ما أنزل الله [٤] على نبيهم، وليعلموا السرايا إذا رجعت إليهم ﴿لعلهم يحذرون﴾.

وقال مجاهد: نزلت هذه الآية في أناس من أصحاب محمد [٥]، ، خرجوا في البوادي فأصابوا من الناس معروفًا، ومن الخصب [٦] ما ينتفعون به؛ ودعوا من وجدوا من الناس إلى الهدى، فقال الناس لهم: ما نراكم إلا وقد تركتم أصحابكم وجئتمونا، فوجدوا في أنفسهم من ذلك [تحرجًا، وأقبلوا] [٧] من البادية كلهم حتى دخلوا على النبي، ، فقال الله ﷿: ﴿فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة﴾ يبتغون [٨] الخير ﴿ليتفقهوا في الدين﴾ وليسمعوا [٩] ما في الناس، وما أنزل الله بعدهم [١٠]، ﴿ولينذروا قومهم﴾ الناس كلهم ﴿إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون﴾.


[١]- ما بين المعكوفتين في خ: "إن هذا".
[٢]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز.
[٣]- في ت: "أنزل".
[٤]- سقط من: ز.
[٥]- في خ: "النبي".
[٦]- في ز: "الخطب".
[٧]- ما بين المعكوفتين في ز: "تحرجوا، وأضلوا".
[٨]- في خ: "يبغون".
[٩]- في خ: "ليستمعوا".
[١٠]- في ز: "فعذرهم".