للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عصابة، فيأتون النبي، ، ويسألونه [١] عما يريدون من أمر دينهم، ويتفقهون في دينهم، ويقولون [لنبي الله] [٢] : ما تأمرنا أن نفعله؛ وأخبرنا أ بما نقول لعشائرنا إذا قدمنا عليهم] [٣]. قال: فيأمرهم نبي الله، ، بطاعة الله وطاعة رسوله، ويبعثهم إلى قومهم بالصلاة والزكاة، وكانوا إذا أتوا [٤] قومهم نادوا: إن من أسلم فهو منا، وينذرونهم [ربهم حتَّى] [٥] إن الرجل ليفارق أباه وأمه، وكان النبي، ، يخبرهم وينذرهم قومهم، فإذا رجعوا إليهم يدعونهم إلى الإِسلام، وينذرونهم النار ويبشرونهم بالجنة.

وقال عكرمة: لما نزلت هذه الآية ﴿إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾، ﴿مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ﴾ [التوبة: ١٢٠]. قال المنافقون: هناك أصحاب البدو الذين تخلفوا عن محمد ولم ينفروا معه، وقد [٦] كان ناس من أصحاب النبي، ، خرجوا إلى البدو إلى قومهم يفقهونهم، فأنزل الله ﷿: (﴿وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ﴾ الآية، ونزلت: ﴿وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾.

وقال الحسن البصري ﴿فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ﴾ قال: ليتفقه الذين خرجوا بما يريهم [٧] الله من الظهور على المشركين والنصرة، وينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم.

﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ (١٢٣)﴾

أمر الله تعالى المؤمنين أن يقاتلوا الكفار أولًا فأولًا [٨]، الأقرب فالأقرب إلى حوزة الإسلام، ولهذا بدأ رسول الله، ، بقتال المشركين في جزيرة العرب، فلمَا فرغ منهم، وفتح الله عليه مكة والمدينة، والطائف واليمن، واليمامة وهجر، وخيبر وحضرموت، وغير ذلك من أقاليم جزيرة العرب، ودخل الناس من سائر أحياء العرب في


[١]- في خ: "فيسألونه".
[٢]- في خ: "للنبي".
[٣]- ما بين المعكوفتين في ز: "بعشائرنا إذا انطلقنا إليهم"، خ: "ما نقول لعشائرنا إذا انطلقنا إليهم".
[٤]- فى ز، خ: "أسر".
[٥]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز، خ.
[٦]- سقط من: ز.
[٧]- في ز، خ: "يردهم".
[٨]- سقط من: ز، خ.