حدثنا محمد بن معمر، حدثنا يعقوب بن محمد، حدثنا حاتم بن إسماعيل، حدثنا يعقوب بن مجاهد أبو حَزْرَةَ، عن عبادة بن الوليد، حدثنا جابر قال: قال رسول الله،ﷺ:"لا تدعوا على أنفسكم، لا تدعوا على أولادكم، لا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة فيها إجابة فيستجيب لكم".
ورواه أبو داود من حديث حاتم بن إسماعيل به.
قال البزار: وتفرد به عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت الأنصاري، لم يشاركه أحد فيه. وهذا كقوله تعالى: ﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا﴾ الآية.
وقال مجاهد في تفسير هذه الآية: ﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ﴾ الآية: هو [١] قول الإِنسان لولده أو [٢] ماله إذا غضب عليه: اللهم لا تبارك فيه والعنه. فلو يعجل [٣] لهم الاستجابة في ذلك كما يستجاب لهم في الخير لأهلكهم.
يخبر تعالى عن الإنسان وضجره وقلقه إذا مسه الشر [٤] ﴿وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ﴾ أي: كثير وهما في معنى واحد، وذلك لأنه إذا أصابته شدة قلق لها وجزع منها، وأمصر الدعاء عند ذلك فدعا الله في كشفها وزوالها [٥]، عنه، في حال [٦] اضطجاعه وقعوده، وقيامه وفي جميع أحواله، فإذا فرج الله شدته، وكشف كربته، أعرض ونأى بجانبه، وذهب كأنه ما كان به من ذلك [٧] شيء ﴿مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ﴾.
(٨) - صحيح وأخرجه أبو داود، كتاب: الصلاة، باب: النهى عن أن يدعو الإنسان على أهله وماله (١٥٣٢) وقال: هذا الحديث متصل الإسناد فإن عبادة بن الوليد بن عبادة لقى جابرًا. وأخرجه مسلم أيضًا، كتاب: الزهد والرقائق، باب: حديث جابر الطويل وقصة أبى اليسر (٧٤) (٣٠٠٦).