للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عليه وسلم، ثم أعيد (*) فانتشط أبو بكر، ثم ذرع الناس حول المنبر، ففضل عمر بثلاث أذرع إلى [١] المنبر. فقال عمر: دعنا من رؤياك، لا أرب لنا فيها. فلما استخلف عمر قال: يا عوف رؤياك؟ فقال: وهل لك في رؤياي من حاجة أو لم تنتهرني؟ فقال: ويحك إني كرهت أن تنعى لخليفة رسول الله نفسه. فقص عليه الرؤيا، حتى إذا بلغ ذرع الناس إلى المنبر بهذه الثلاث الأذرع، قال: أما إحداهن فإنه كان [٢] خليفة، وأما الثانية فإنه لا يخاف في الله لومة لائم، وأما الثالثة فإنه شهيد. قال: فقال: يقول الله تعالى: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ فقد استخلفت يا ابن أم عمر، فانظر كيف تعمل؟ وأما قوله: فإني لا أخاف في الله لومة لائم فما شاء الله، وأما قوله: شهيد فأنَّي لعمر الشهادة والمسلمون مطيفون [٣] به؟.

﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٥) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (١٦)

يخبر تعالى عن تعنت الكفار من مشركي قريش الجاحدين الحق المعرضين عنه: أنهم إذا قرأ عليهم الرسول كتاب الله وحججه [٤] الواضحة قالوا له: ﴿ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا﴾ أي: رد هذا وجئنا بغيره من نمط آخر ﴿أَوْ بَدِّلْهُ﴾ إلى وضع آخر، قال الله تعالى لنبيه : ﴿قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي﴾ أي: ليس هذا إلي، إنما أنا عبد مأمور ورسول مبلغ عن الله ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾.


= على الفلاس، وسئل عنه أبو حاتم؟ فقال: "تعرف وتنكر" وحرك يده، وكان على بن المديني يتكلم فيه، "الجرح والتعديل" (٣/ ٥٧٠)، وقال البخاري "سكتوا عنه" "التاريخ الكبير" (٢/ ٤٠٤/١) وقد رواه ابن سعد في "الطبقات" (٣/ ٢٥٢ - ٢٥٣) بغير هذا اللفظ وإسناده حسن.
(*) في ابن جرير: "دُلِّي".