للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عن زياد بن المنذر، عن أبي الطفيل، عن حذيفة بن أسيد به نحوه.

وقوله: ﴿ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم﴾ قال مجاهد: يعني يوم القيامة.

﴿قُضِيَ بينهم بالقسط وهم لا يظلمون﴾. كقوله تعالى: ﴿وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون﴾. فكل أمة تعرض على الله بحضرة رسولها، وكتاب أعمالها من خير وشر موضوع شاهد عليهم، وحفظتهم من الملائكة شهود أيضًا، أمة بعد أمة، وهذه الأمة الشريفة وإن كانت آخر الأمم في الخلق، إلا أنها أول الأمم يوم القيامة يفصل بينهم ويقضي لهم، كما جاء في الصحيحين (٤٥) عن رسول الله أنه قال: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق". فأمته إنما حازت قصب السبق بشرف [١]- رسولها - صلوات الله وسلامه عليه - دائمًا [٢] إلى يوم الدين.

﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٤٧) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٤٨) قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (٤٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ (٥٠) أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنْتُمْ بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (٥١) ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٥٢)


= (٤/ ٢٩/ ٣٧٠٣) وزاد نسبته إلى الضياء في "المختارة".
(٤٥) - صحيح، هكذا أورده المصنف، وعزاه للصحيحين، وإنما أخرجه مسلم، كتاب: الجمعة، ب: هداية هذه الأمة ليوم الجمعة (٢٢) (٨٥٦)، والنساني، كتاب: الجمعة، باب: إيجاب الجمعة (٣/ ٨٧)، وابن ماجة كتاب: إقامة الصلاة والسنة فيها، باب: في فرض الجمعة (١٠٨٣) من حديث حذيفة وأبي هريرة مرفوعًا بلفظ " … نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة - المقضي لهم قبل الخلائق" وفي رواية: "المقضي بينهم" والجملة الأولى من الحديث أخرجها البخاري، كتاب: الجمعة، باب: فرض الجمعة (٨٧٦) - وانظر أطرافه عند رقم (٢٣٨) -، ومسلم (٢١) (٨٥٥) وغيرهما من حديث أبي هريرة.