للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾.

وقوله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ أي: بهذا الذي جاءهم من الله من [١] الهدى ودين الحق فليفرحوا، فإنه أولى ما يفرحون به [﴿هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾] [٢] أي: من حطام الدنيا، وما فيها من الزهرة الفانية الذاهبة لا محالة، كما قال ابن أبي حاتم (٤٦) في تفسير هذه الآية وذكر بسند [٣] عن بقية - يعني [٤] ابن الوليد عن صفوان بن عمرو: سمعت أيفع [٥] بن عبد الكلاعي يقول: لما قدم خراج العراق إلى عمر خرج عمر ومولى له، فجعل عمر يعد الإبل، فإذا هي [٦] أكثر من ذلك، فجعل عمر يقول: الحمد لله تعالى. ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ﴾ ويقول مولاه: هذا والله من فضل الله ورحمته. فقال عمر: كذبت، ليس هذا، هو الذي يقول الله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ وهذا مما يجمعون.

وقد أسنده الحافظ أبو القاسم الطبراني (٤٧) فرواه عن أبي زرعة الدمشقي، عن حيوة بن شريح، عن بقية فذكره.

﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ (٥٩) وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ (٦٠)

قال ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: وغيرهم [٧] نزلت إنكارًا على المشركين فيما كانوا [يحلون ويحرمون] من البحائر والسوائب والوصايل، كقوله تعالى: ﴿وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبًا﴾. الآيات.


(٤٦) - تفسير ابن أبي حاتم (٦/ ١٠٤٣٥) معلقًا عن بقية به وبقية يدلس ويسوي ولم يصرح هنا بالتحديث.
(٤٧) - لم أهتد إليه.