للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الإِمام أحمد (٤٨): حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، سمعت أبا الأحوص - وهو عوف [بن مالك] [١] بن نضلة - يحدث عن أبيه قال: أتيت رسول الله ، وأنا قَشِفُ الهيئة (*)، فقال: "هل لك مال؟ " [قال] [٢] قلت: نعم. قال: "من أي المال"؟ قال: قلت: من كل المال؛ من الإبل والرقيق والخيل والغنم [٣]. فقال [٤]: "إذا آتاك اللَّه مالًا فليُرَ عليك". وقال: "هل تنتج [إبلك] [٥] صحاحًا آذانها، فتعمد إلى موسى فتقطع آذانها، فتقول: هذه بُحرٌ (**) وتشقها، أو [٦] تشق جلودها وتقول هذه صُرُم (* * *)، وتحرمها عليك وعلى أهلك". قال: نعم. قال: "فإن ما آتاك الله ﷿ لك حل، و [٧] ساعد الله أشد من ساعدك، وموسى الله أحد من موساك". وذكر تمام الحديث.

ثم رواه (٤٩) عن سفيان بن عيينة، عن أبي الزعراء عمرو بن عمرو، عن عمه أبي الأحوص. وعن بهز بن أسد (٥٠)، عن حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأحوص به، وهذا حديث جيّد قوي الإِسناد.


(٤٨) - صحيح "المسند" (١٥٩٣٣) (٣/ ٤٧٣)، وأخرجه من طرق عن أبي إسحاق به، أحمد (٣/ ٤٧٣)، (٤/ ١٣٧)، وأبو داود، كتاب: اللباس، باب: في غسل الثوب وفي الخلقان، (٤٠٦٣)، والترمذي، كتاب: البر والصلة، باب: ما جاء في الإحسان والعفو (٢٠٠٧)، والنسائي (٨/ ١٨٠ - ١٨١، ١٨١، ١٩٦)، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان (١٢/ ٥٤١٦)، والحاكم (٤/ ١٨١) ووافقه الذهبي، وهو كما قالوا.
(*) - أي تاركًا للتنطيف والغسل. والقشف: يس العيش. النهاية (٤/ ٦٦).
(**) - جمع بحيرة؛ كانوا إذا ولدت إبلهم سقبا بحروا أذنه: أي شقوها وقالوا: اللهم إن عاش ففتى وإن مات فذكي، فإذا مات أكلوه وسموه البحيرة. وقيل في تعريفها غير ذلك. انظر النهاية (١/ ١٠٠).
(* * *) - هي جمع صريم، وهو الذي صرمت أذنه: أي قطعت. النهاية (٣/ ٢٦)
(٤٩) - كسابقه "المسند" (١٧٢٧٧) (٤/ ١٣٦). ومن طريق أحمد أخرجه الطبراني في "الكبير" (١٩/ ٦٢٢)، وأخرجه البخاري في "خلق أفعال العباد" (٣١٦)، والنسائي (٧/ ١١)، وابن ماجة، كتاب: الكفارات، باب: من حلف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها (٢١٠٩)، والحميدي (٨٨٣) من طرق عن ابن عيينة به مختصرًا.
(٥٠) - كسابقه "المسند" (١٥٩٣٧) (٣/ ٤٧٣ - ٤٧٤)، وأخرجه الطبراني في "الكبير"=