للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أبي هريرة؛ قال - قال رسول الله : "الرؤيا الحسنة هي البشرى يراها المسلم أو ترى له".

وقال ابن جرير (٧٦): حدثني أحمد بن حماد الدولابي، حدثنا سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن أبيه، عن سباع بن ثابت، عن أم كرز الكعبية، سمعت رسول الله يقول: "ذهبت النبوة وبقيت المبشرات".

وهكذا روي عن ابن مسعود (٧٧) وأبي هريرة (٧٨)، وابن عباس (٧٩) ومجاهد، وعروة بن الزبير، ويحيى بن أبي كثير، وإبراهيم النخعي، وعطاء بن أبي رباح وغيرهم [١]؛ أنهم فسروا ذلك بالرؤيا الصالحة.

وقيل: المراد بذلك [٢] بشرى الملائكةِ للمؤمن عند احتضاره بالجنة والمغفرة، كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٣٠) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (٣١) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾.

وفي حديث البراء (٨٠) أن المؤمن إذا حضره الموت، جاءه ملائكة بيض الوجوه، بيض الثياب، فقالوا: اخرجي أيتها الروح الطيبة؛ إلى روح وريحان ورب غير غضبان، فتخرج من فمه كما تسيل القطرة من فم السقاء.

وأما بشراهم في الآخرة فكما قال تعالى: ﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى


(٧٦) - صحيح، تفسير ابن جرير (١١/ ١٣٥)، وأخرجه الحميدي (٣٤٨) - ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد" (٥/ ٥٧)، وأحمد (٢٧٢٥٢) (٦/ ٣٨١)، وابن ماجة، كتاب: تعبير الرؤيا، باب: الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له (٣٨٩٦)، والدارمي (٢١٤٤) من طريق سفيان بن عيينة به وقال البوصيري في "الزوائد" (٣/ ٢١٢) "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات" وصححه ابن حبان (١٣/ ٦٠٤٧)، وأبو زيد والد عبيد الله وهو الملكي لم يرو عنه غير ابنه، ووثقه ابن حبان (٧/ ٦٥٧) والعجلي (ت ٢٠٦٦) وكلاهما معروف بتساهله، لكن يشهد له حديث أبي هريرة المتقدم تخريجه - تحت رقم (٧٤).
(٧٧) - صحيح موقوف، أخرجه ابن جرير (١١/ ١٣٧).
(٧٨) - تقدم برقم (٧٤).
(٧٩) - أخرجه ابن جرير (١١/ ١٣٧)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (٧/ ٢٣٢) من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عنه، وأخرجه ابن جرير من طريق على بن أبي طلحة عنه به.
(٨٠) - صحيح، يأتى (سورة إبراهيم/ آية ٢٧).