للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو داود الطيالسي (٩٢): حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : "قال لي جبريل : لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في فم فرعون مخافة أن تدركَه الرحمةُ". وقد رواه أبو عيسى الترمذي أيضًا وابن جرير أيضًا من غير وجه عن شعبة به [فذكر مثله] [١]، وقال الترمذي: حسن غريب صحيح.

ووقع في روايةٍ عند ابن جرير: عن محمد بن المثنى، عن غندر، عن شعبة، عن عطاء وعدي، عن سعيد، عن ابن عباس، رفعه أحدهما وكأنَّ الآخر لم يرفعه، فالله أعلم.

وقال ابن أبي حاتم (٩٣): حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد الأحمر، عن عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لما أغرق [٢] الله فرعون أشار بأصبعه ورفع صوته: ﴿آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ﴾ قال: فخاف جبريل أن تسبق رحمةُ اللهِ فيه غضبَه، فجعل يأخذ الحال بجناحيه [٣] فيضرب به وجهه فيرمسه.

وكذا رواه ابن جرير (٩٤): عن سفيان بن وكيع [ثنا أبي] (٥)، عن [أبي] [٤] خالد به موقوفًا.


(٩٢) - صحيح، مسند الطيالسي (٢٦١٨) ومن طريقه ابن أبي حاتم (٦/ ١٠٥٦٢)، وأخرجه أحمد (١/ ٢٤٠، ٣٤٠)، والترمذي (٣١٠٧)، والنسائي في التفسير من الكبرى (٦/ ١١٢٣٨)، وابن جرير (١١/ ١٦٣)، ابن حبان (١٤/ ٦٢١٥ - الإحسان)، (٥/ ١٧٤٥ - موارد)، والحاكم (١/ ٥٧)، و (٢/ ٣٤٠) و (٤/ ٢٥٠)، والبيهقي في "الشعب" (٧/ ٩٣٩١، ٩٣٩٢، ٩٣٩٣)، والخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق" (٣/ رقم ١٥٨٩) من طرق عن شعبة به، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب صحيح" وقال الحاكم في أحد المواضع. "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه إلا أن أكثر أصحاب شعبة أوقفوه على ابن عباس" وأقره الذهبي وقال: "وعامة أصحاب شعبة أوقفوه" قلت، وهذا غاية ما فيه ومع ذلك فإن مثله لا يقال من قبل الرأى، وعليه فإن له حكم الرفع، والله تعالى أعلم. ثم إن له شاهدًا من حديث أبي هريرة يأتى (٩٥).
(٩٣) - إسناده ضعيف لضعف عمر بن عبد الله بن يعلى، (٦/ ١٠٥٦٣) وعمر بن عبد الله هذا ضعيف، كما في "التقريب"، والحديث زاد نسيته السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٥٦٨) إلى ابن النذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ وابن مردويه، وانظر ما قبله وما بعده.
(٩٤) - كسابقه، تفسير ابن جرير (١١/ ١٦٤).
(*) ما بين المعكوفتين سقط من: (ز، خ) والمثبت من تفسير ابن جرير.