وقوله: ﴿فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ﴾ أي: ما اختلفوا في شيء من المسائل إلا من بعد ما جاءهم العلم، أي: ولم يكن لهم أن يختلفوا، وقد بين الله لهم وأزال عنهم اللبس، وقد ورد في الحديث:"إن اليهود اختلفوا على إحدى وسبعين فرقة، وإن النصارى اختلفوا على ثنتين [١] وسبعين فرقة، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، منها واحدة في الجنة، وثنتان وسبعون في النار". قيل: من هم يا رسول الله؟ قال:"ما أنا عليه وأصحابي".
رواه الحاكم في مستدركه بهذا اللفظ (٩٧)، وهو في السنن والمسانيد، ولهذا قال الله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ﴾ أي: يفصل بينهم ﴿يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾.
(٩٧) - حسن، قلت: لفظ الحاكم في النسخة التي بين أيدينا (١/ ١٢٨): " .... إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا ملة واحدة" فقيل له ما الوحدة؟ قال: "ما أنا عليه اليوم وأصحابي"، وأخرجه الترمذي (٢٦٤٣) والآجري في "الشريعة" (١/ رقم ٢٣)، والمروزي في "السنة" (ص ١٨)، وابن بطة في "الإبانة" (١/ ٢٦٤، ٢٦٥)، واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد" (١/ ١٤٧) كلهم من حديث عبد الله بن عمرو، وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد الإفريقي وهو ضعيف وقد حسنه الترمذي والألباني في "صحيح الجامع الصغير" (٥/ ٨٠/ ٥٢١٩) فلعله بشواهده فإن لأوله شاهدًا من حديث أبي هريرة عند أحمد (٢/ ٣٣٢)، أبي داود (٤٥٩٦)، والترمذي (٢٦٤٢)، وابن ماجه (٣٩٩١) وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان (١٤/ ٦٢٤٧) و (١٥/ ٦٧٣١)، والحاكم (١/ ١٢٨) ووافقه الذهبي، وإسناده حسن، وحديث معاوية بن أبي سفيان عند أبي داود (٤٥٩٧) وغيره وإسناده صحيح، وانظر "الصحيحة" للألباني (٢٠٣، ٢٠٤، ١٤٩٢) كما يشهد لقوله: "ما أنا عليه وأصحابي" حديث أنس عند الطبراني في "الأوسط" (٥/ ٤٨٨٦)، (٨/ ٧٨٤٠)، والعقيلي في "الضعفاء" (٢/ ٢٦٢) لكن في إسناده عبد الله ابن سفيان الخزاعي، قال العقيلي: "لا يتابع على حديثه".