للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعن علي (٣٨) والحسن وقتادة: هو محمد .

وكلاهما قريب في المعنى؛ لأن كلًّا من جبريل ومحمد، صلوات الله عليهما، بلغ رسالة الله تعالى، فجبريل إلى محمد ومحمد إلى الأمة.

وقيل: هو على، وهو ضعيف لا يثبت له قائل، والأول والثاني هو الحق، وذلك أن المؤمن عنده من الفطرة ما يشهد للشريعة من حيث الجملة، والتفاصيل تؤخذ من الشريعة، والفطرة تصدقها وتؤمن بها، ولهذا قال تعالى: ﴿أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ﴾ وهو القرآن، بلغه جبريل إلى النبي، ، وبلغه النبي محمد، ، إلى أمته.

ثم قال تعالى: ﴿ومن قبله كتاب موسى﴾ أي: ومن قبل القرآن كتاب موسى وهو التوراة ﴿إمامًا ورحمة﴾ أي: أنزله الله تعالى إلى تلك الأمة إمامًا لهم، وقدوة يقتدون بها، ورحمة من الله بهم، فمن آمن بها حق الإيمان قاده ذلك إلى الإيمان بالقرآن؛ ولهذا قال تعالى: ﴿أولئك يؤمنون به﴾.

ثم قال تعالى متوعدًا لمن كذب بالقرآن أو بشيء منه: ﴿ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده﴾ أي: ومن كفر بالقرآن من سائر أهل الأرض؛ مشركيهم و [١] أهل الكتاب، وغيرهم من سائر طوائف بني آدم، على اختلاف ألوانهم وأشكالهم وأجناسهم ممن بلغه القرآن، كما قال تعالى: ﴿لأنذركم ومن بلغ﴾، وقال تعالى: ﴿قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعًا﴾، وقال تعالى: ﴿ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده﴾. وفي صحيح مسلم (٣٩) من حديث شعبة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن أبي موسى الأشعري : أن رسول الله، ، قال:


(٣٨) - صحيح، أخرجه ابن جرير (١٢/ ١٤)، وابن أبي حاتم (٦/ ١٠٧٥٩)، وإسناده قوي، وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٧/ ٦٨٢٨) لكن في إسناده خُليد بن دَعْلج وهو ضعيف، وزاد نسبته السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٥٨٦) إلى ابن المنذر وأبي الشيخ.
(٣٩) - صحيح، كذا عزاه المصنف هنا إلى صحيح مسلم، وقد ذكره في "جامع المسانيد" (٥/ ٢٨٤ - مخطوط)، وكذا المزي في "التحفة" (٦/ ٨٩٩٥) ولم ينسباه إلا إلى النسائي. وفد أخرجه النسائي في "التفسير" من الكبرى (٦/ ١١٢٤١) أنا محمد بن عبد الأعلى، نا خالد عن شعبة بهذا الإسناد، وأخرجه أيضًا أحمد (١٩٥٩٣، ١٩٦١٩) (٤/ ٣٩٦، ٣٩٨)، والطيالسي (٥٠٩) - ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" (٤/ ٣٠٨) - والبزار في مسنده (٨/ ٣٠٥٠)، والرويانى في مسنده (١/ ٥٢٦)، وابن جرير في تفسيره (١٢/ ٢٠) من طرق عن شعبة، به. =