للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

"والذي نفسي بيده [١]، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة؛ يهودي أو نصراني، ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار".

وقال أيوب [٢] السختياني، عن سعيد بن جبير قال (٤٠): كنت لا أسمع بحديث عن النبي، ، على وجهه إلا وجدت [٣] مصداقه - أو قال: تصديقه - في القرآن، فبلغني أن النبي، ، قال: "لا يسمع بي أحد من هذه الأمة؛ ولا [٤] يهودي ولا نصراني، فلا يؤمن بي إلا دخل النار"، فجعلت أقول: أين مصداقه في كتاب الله؟ قال: وقلما سمعت عن رسول الله، ، إلا وجدت له تصديقًا في القرآن، حتى وجدت هذه الآية: ﴿ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده﴾ قال [٥]. من الملل كلها.

وقوله: ﴿فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ﴾. أي: القرآن حق من الله لا مرية ﴿فيه ولا شك﴾، كما قال تعالى: ﴿الم * تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾، وقال تعالى: ﴿الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه﴾.

وقوله: ﴿ولكن أكثر الناس لا يؤمنون﴾؛ كقوله تعالى: ﴿وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين﴾، وقال تعالى: ﴿وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله﴾، وقال تعالى: ﴿ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقًا من المؤمنين﴾.

﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ


= وذكره الهيثمي في "المجمع" (٨/ ٢٦٤) وقال: "رواه الطبراني … وأحمد بنحوه … ورجال أحمد رجال الصحيح … " وهو كذلك إلا أن سعيد بن جبير، لم يسمع من أبي موسى على الراجح. وقد زاد نسبته السيوطي في "الدر المنثور" (٣/ ٥٨٧) إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وابن مردويه، وأخرج مسلم في صحيحه (٢٤٠) (١٥٣) من طريق عمرو - وهو ابن الحارث بن يعقوب - أن أبا يونس حدثه عن أبي هريرة عن رسول أنه قال: "والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهوديٍّ ولا نصرانيٍّ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار".
(٤٠) - صحيح، أخرجه ابن جرير (١٢/ ١٩)، وابن أبي حاتم (٦/ ١٠٧٦٩)، وقد وصله الحاكم (٢/ ٣٤٢) من حديث ابن عباس، وقال: "صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي.