وعنه مع ابن عباس: طولها ألف ومائتا ذراع في عرض ستمائة.
وقيل: طولها ألفا ذراع وعرضها مائة ذراع، فالله أعلم.
قالوا كلهم: وكان ارتفاعها في السماء ثلاثين ذراعًا [١]، ثلاث طبقات كل طبقة عشرة أذرع، فالسفلى للدواب والوحوش، والوسطى للإِنس، والعليا للطيور، وكان بابها في عرضها، ولها غطاء من فوقها مطبق عليها.
وقد ذكر الإِمام أبو جعفر بن جرير أثرًا غريبًا (٤٥) من حديث على بن زيد بن جدعان، عن يوسف بن مهران، عن عبد الله بن عباس، أنه قال. قال الحواريون لعيسى ابن مريم: لو بعثت لنا رجلًا شهد السفينة فحدثنا عنها. قال: فانطلق بهم حتى انتهى [٢] بهم إلى كثيب من تراب، فأخذ كفًّا من ذلك التراب بكفه، قال [٣]: أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال هذا كعب حام بن نوح. قال: فضرب [٤] الكثيب بعصاه، قال: قم بإذن الله. فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه قد شاب. قال له عيسى ﵇: هكذا [٥] هلكت؟ قال: لا، ولكني مت وأنا شاب، ولكنني ظننت أنها الساعة فمن ثم شبت. قال: حَدِّثْنَا عن سفينة نوح؟ قال: كان طولها ألف ذراع ومائتي ذراع، وعرضها ستمائة ذراع، وكانت ثلاث طبقات، فطبقة فيها الدواب والوحش [٦]، وطبقة فيها الإِنس، وطبقة فيها الطير، فلما كثر أرواث الدواب، أوحى الله ﷿ إلى نوح ﵇ أن اغمز ذَنَبَ الفيل، فغمزه فوقع منه خنزير وخنزيرة فأقبلا على الروث، فلما وفع الفأر بخرز السفينة يقرضه [٧] وحبالها [٨]، أوحى الله [إلى نوح][٩] أن اضرب بين
(٤٥) - إسناده ضعيف لضعف على بن زيد، تفسير ابن جرير (١٢/ ٣٥ - ٣٦) وهو في تاريخه (١/ ٩٢،٩١)، وانظر الأثر الآتي برقم (٤٧).