فاصبر على تكذيب من كذبك من قومك وأذاهم لك، فإنا سننصرك ونحوطك بعنايتنا، ونجعل العاقبة لك ولأتباعك فى الدنيا والآخرة، كما فعلنا بالمرسلين حيث نصرناهم على أعدائهم ﴿إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا﴾ الآية.: قال تعالى: ﴿ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون﴾ الآية.: قال تعالى: ﴿فاصبر إن العاقبة للمتقين﴾.
يقول تعالى ﴿و﴾ لقد أرسلنا ﴿إلى عاد أخاهم هودًا﴾ آمرًا لهم بعبادة الله وحده لا شريك له، ناهيًا لهم عن الأوثان التي افتروها، واختلقوا لها أسماء الآلهة، وأخبرهم أنه لا يريد منهم أجرة على هذا النصح والبلاغ من الله، إنما يبغي ثوابه من الله الذي فطره. ﴿أفلا تعقلون﴾ من يدعوكم إلى ما يصلحكم في الدنيا والآخرة من غير أجرة.
ثم أمرهم بالاستغفار الذي فيه تكفير الذنوب السالفة، وبالتوبة عما يستقبلون، ومن اتصف بهذه الصفة يسر الله عليه رزقه، وسهل عليه أمره، وحفظ شأنه، ولهذا قال: ﴿يرسل السماء عليكم مدرارًا﴾. وفي الحديث (٥٩): " من لزم الاستغفار، جعل الله له من كل همَّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، ورزقه من حيثُ لا يحتسب".
(٥٩) - إسناده فيه جهالة، أخرجه أحمد (١/ ٢٤٨)، وأبو داود، كتاب: الصلاة، باب: في الاستغفار (١٥١٨)، والنسائي فى "عمل اليوم والليلة" من الكبرى (٦/ ١٠٢٩٠)، وابن ماجة، كتاب: الأدب، باب: الاستغفار (٣٨١٩)، وغيرهم من حديث ابن عباس، وصححه الحاكم (٤/ ٢٦٢) وفي إسناده الحكم بن مصعب، وهو مجهول كما في "التقريب"، وبه تعقب الذهبي الحاكم، فقال: "الحكم بن مصمب فيه جهالة".