وقوله: ﴿وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾، أي؛ أتبعناهم زيادة على [ما جازيناهم من][١] عذاب النار لعنة في الدنيا ﴿وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾.
قال مجاهد: زيدوا لعنة يوم القيامة؛ فتلك لعنتان.
وقال على بن أبي طلحة (٧٨)، عن ابن عباس ﴿بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾ قال: لعنة الدنيا والآخرة. وكذا قال الضحاك وقتادة، أو هكذا قوله تعانى] [٢]: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (٤١) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ﴾، وقال تعالى: ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾.
لما ذكر تعالى خبر هؤلاء الأنبياء، وما جرى لهم مع أممهم، وكيف أهلك الكافرين ونجى المؤمنين، قال: ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى﴾ أي: [من أخبارها][٣] ﴿نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ﴾ أي: عامر ﴿وَحَصِيدٌ﴾ أي: هالك داثر ﴿وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ﴾ أي: إذ أهلكناهم ﴿وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ بتكذيبهم رسلنا وكفرهم بهم ﴿فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ﴾ [أي أصنامهم و][٤] أوثانهم التي [كانوا][٥] يعبدونها ويدعونها ﴿مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾ أي: ما نفعوهم ولا أنقذوهم لما جاء أمر الله بإهلاكهم ﴿وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ﴾. قال مجاهد وقتادة وغيرهما: أي: غير تخسير. وذلك أن سبب هلاكهم ودمارهم إنما كان [٦] باتباعهم تلك الآلهة وعبادتهم إياها، فبهذا [٧] أصابهم ما أصابهم
(٧٨) - أخرجه ابن جرير (١٢/ ١١١)، وابن أبي حاتم (٦/ ١١١٩٨)، وابن المنذر كما في "الدر المنثور" (٣/ ٦٣١).