للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ (٩٩)

يقول تعالى: مخبرًا عن إرساله [١] موسى، ، بآياته وبيناته وحججه ودلالاته الباهرة القاطعة، إلى [فرعون، لعنه الله، وهو ملك ديار مصر على أمة] [٢] القبط وملئه ﴿فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ﴾ أي: مسلكه ومنهجه وطريقته في الغي [والضلال] [٣] ﴿وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ﴾ أي: ليس فيه رشد ولا هدى، وإنما هو جهل وضلال وكفر وعناد، وكما أنهم اتبعوه فى الدنيا وكان مقدمهم ورئيسهم، كذلك هو يقدمهم يوم القيامة إلى نار جهنم فأوردهم إياها، وشربوا من حياض رداها، وله فى ذلك الحظ الأوفر من العذاب الأكبر، كما قال تعالى: ﴿فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا﴾ وقال تعالى: ﴿فَكَذَّبَ وَعَصَى (٢١) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى (٢٢) فَحَشَرَ فَنَادَى (٢٣) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (٢٤) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى (٢٥) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى﴾، وقال تعالى: ﴿يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ﴾ وكذلك شأن المتبوعين يكونون موفرين في العذاب يوم الميعاد، كما قال تعالى: ﴿قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ﴾، وقال تعالى إخبارًا عن الكفرة أنهم يقولون في النار: ﴿رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (٦٧) رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا﴾، وقال الإِمام أحمد (٧٧): حدثنا هشيم، حدثنا [أبو الجهم] [٤]، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال [٥]: قال رسول الله، : "امرؤ القيس حامل لواء شعراء الجاهلية إلى النار".


(٧٧) - إسناده ضعيف جدًّا، (٧١٢٧/ شاكر) (٢/ ٢٢٨) ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١/ ٢٠٠)، وأخرجه ابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٤٠٤) و (٧/ ٢٥٩٨، ٢٧٥٥)، والبزار (٢/ ٢٠٩١)، وابن حبان في "المجروحين" (٣/ ١٥٠) وابن الجوزي في "العلل" من طرق عن هشيم، به.
وقال ابن عدي: "هذا منكر بهذا الإسناد"، وذكره الهيثمي في "المجمع" (٨/ ١٢٢) وقال: رواه أحمد والبزار، وفي إسناده أبو الجهيم شيخ هشيم بن بشير ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح". قلت: قال أبو زرعة في أبى الجهيم هدا: "واهٍ" وقال ابن عدي "شيخ مجهول لا يعرف له اسم".
وللحديث طريق آخر عند الخطيب في "التاريخ" (٩/ ٣٧٠)، وابن الجوزى (١/ ٢٠١) وفي إسناده أبو هفان الشاعر، قال ابن الجوزي: "لا يُعَوَّل عليه، والحديث أورده الألباني في "ضعيف الجامع الصغير" وانظر تعليق العلامة أحمد شاكر في "المسند".