للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

انقضت وتكامل وجود أولئك القدر خروجهم من ذرية [آدم أقام الله] [١] الساعة، ولهذا قال: ﴿وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ﴾ أي: لمدة مؤقتة لا يزاد عليها ولا ينقص [٢] منها ﴿يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ أي [٣]: يوم يأتي [هذا اليوم وهو] [٤] يوم القيامة لا يتكلم أحد [يومئذ] [٥] إلا بأذن الله، كقوله: ﴿يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا﴾، وقال: ﴿وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا﴾. وفي الصحيحين عن رسول الله في [٦] حديث الشفاعة (٨٠) [الطويل] [٧]: "ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل، ودعوى الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم! ".

وقوله: ﴿فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ﴾ أي: فمن أهل الجمع شقي ومنهم سعيد، كما قال: ﴿فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾.

وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده (٨١): ثنا موسى بن حيان، ثنا عبد الملك بن عمرو، ثنا سليمان بن سفيان، ثنا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن عمر قال: لما نزلت ﴿فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ﴾ سألت النبي، ، فقلت [٨]: يا رسول الله: علام [٩] نعمل؟ على شيء قد فرغ منه، أم على شيء ثم يفرغ منه؟ فقال [١٠] "على


(٨٠) - صحيح، تقدم هنا برقم (٢٦) وانظر ما يأتي [سورة الإسراء/ آية ٧٩].
(٨١) - إسناده ضعيف، وهو حديث صحيح، لم أقف عليه في المطبوع من مسند أبي يعلى، وسليمان بن سفيان المدني، "ضعيف" كما في "التقريب"، ومن طريقه أخرجه الترمذي، كتاب: تفسير القرآن، باب: وهن سورة هود (٣١١٠)، وعبد بن حميد في "المنتخب" (٢٠) وابن أبي عاصم في "السنة" (١/ ١٧٠)، والبزار في مسنده (١/ ١٦٨)، وابن جرير في تفسيره (١٢/ ١١٧)، وابن أبي حاتم (٦/ ١١٢٢١)، وابن عدي في "الكامل" (٣/ ١١٢١)، وحسنه الترمذي، وهو كذلك لشواهده - إن لم يكن صحيحًا - فقد أخرجه أحمد (١/ ٢٩، ٥٢/ ٢، ٧٧)، وابن أبي عاصم (١٦٣)، والبزار (١٢١)، وأبو يعلى (٩/ ٥٤٦٣، ٥٥٧١)، والطيالسي (ص ٤)، والآجري في "الشريعة" (١/ ٣٦٤) من طريق عاصم بن عبيد الله عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أنس عن عمر به نحوه، لكن عاصم بن عبيد الله - وهو العدوي المدني - "ضعيف" وللحديث طريق آخر أخرجه ابن أبي عاصم (١٦٥)، والآجري (١/ ٣٦٣)، والبزار (٣/ ٢١٣٧ - كشف)، وصححه ابن حبان (١/ ١٠٨)، وإسناده حسن، وللحديث شواهد كثيرة انظرها في "السنة" لابن أبي عاصم بتحقيق أبي عبد الرحمن الألباني.