للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

، شيئًا، فذهب الرجل، فقال عمر: لقد ستر الله عليه لو ستر على نفسه. فأتبعه رسول الله بصره، [ثم قال] [١]: " ردوه على". فردوه عليه، فقرأ عليه: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾. فقال معاذ - وفي رواية عمر: - يا رسول الله، أله وحده أم [٢] للناس كافة؟ فقال: "بل للناس كافة".

وقال الإِمام أحمد (١٠٢): حدثنا محمَّد بن عبيد، ثنا أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمَّد، عن مرة الهمداني، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله، : "إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم، وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الديت [٣] إلا من أحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه، والذي نفسي بيده، لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه، ولا يؤمن حتى يأمن جاره بوائقه". قال: قلنا: وما بوائقه يا نبي الله؟ قال "غُشْمُهُ وظلمه، ولا يكسب عبد مالًا من حرام فينفق منه يبارك له فيه، ولا يتصدق به فيقبل منه، ولا يترك خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، [إن الله لا] [٤] يمحو السيئ بالسيئ، ولكن يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث".

وقال ابن جرير (١٠٣): حدثنا أبو السائب، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم


(١٠٢) - إسناده ضعيف، وهو صحيح موقوفا، "المسند" (١/ ٣٨٧) ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (٤/ ١٦٦)، وأخرجه محمَّد بن يحيى العدني في "كتاب الإيمان" (٦٤) وابن أبي الدنيا في "كتاب إصلاح المال" (٤٢) والبزار في مسنده (٥/ ٢٠٢٦)، والحاكم (١/ ١٦٥، ٤٤٧/ ٢)، والبيهقي في "الشعب" (٤/ ٥٥٢٤)، والبغوي في "شرح السنة" (٨/ ٢٠٣٠) من طريق أبان بن إسحاق به - مطولاً ومختصرا، وقال الحاكم: "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي، وليس كما قالا، فإن الصباح بن محمَّد هذا ضعيف، وبه أعله الحافظ ابن حجر فقال: - على "هامش المجمع" (١٠/ ٢٩٥) متعقبًا الهيثمي عندما قال: "رواه البزار وفيه من لم أعرفهم" - "كلهم معروف، والآفة من الصباح"، لكن تابعه زبيد عن مرة به مرفوعًا وموقوفًا، أخرجه الدارقطني في "العلل" (٥/ ٢٧١) - ومن طريقه ابن الجوزى في "المتناهية" (٢/ ١٤٠١) - وأبو نعيم (٤/ ١٦٥، ١٦٦) (٥/ ٣٥)، والحاكم (١/ ٣٣، ٣٤) - وعنه البيهقي (١/ ٦٠٧) - وابن المبارك في "الزهد" (١١٣٤)، وأبو داود في "كتاب الزهد" (١٥٧)، والطبراني في "الكبير" (٩/ ٨٩٩٠)، وقال العقيلي في "الضعفاء" (٢/ ٢١٣): "والموقوف أولى"، وقال الدارقطني: "والصحيح موقوف".
(١٠٣) - مرسل، (١٢/ ١٣٥) وذكره الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٨/ ٣٥٦) من هذا الطريق، وقال: (وأخرجه ابن أبي خيثمة لكن قال: "إن رجلًا من الأنصار يقال له متعب").