وقد وقع تفسيرها بعد أربعين سنة، وقيل: ثمانين سنة، وذلك حين رفع أبويه على العرش وهو سريره، وإخوته بين يديه ﴿وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا﴾.
وقد جاء في حديث تسمية هذه الأحد عشر كوكبًا، فقال الإمام أبو جعفر بن جرير (١٧):
حدثني على بن سعيد الكندي، ثنا الحكم بن ظهير، عن السدي، عن عبد الرحمن بن سابط، [عن جابر][١] قال: أتى النبي، ﷺ، رجل من يهود يقال له: بستانة اليهودي، فقال له: يا محمد، أخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف أنها ساجدة له ما أسماؤها؟ قال: فسكت النبي، ﷺ، ساعة فلم يجبه بشيء، ونزل عليه جبريل ﵇ فأخبره بأسمائها، قال: فبعث رسول الله، ﷺ، إليه فقال:"هل أنت مؤمن إن أخبرتك بأسمائها؟ " فقال: نعم. قال:"جربان [٢]، والطارق، والذيّال، وذو الكنفات [٣]، وقابس، ووثاب، وعمودان، والفليق [٤]، والمصبح، والضروح، وذو الفرغ، والضياء، والنور". فقال اليهودي: إي والله إنها لأسماؤها.
ورواه البيهقي في الدلائل من حديث سعيد بن منصور عن الحكم بن ظهير. وقد روى هذا الحديث الحافظان أبو يعلى الموصلي، وأبو بكر البزار في مسنديهما، وابن أبي حاتم في
(١٧) - إسناده ضعيف جدًا تفسير ابن جرير (١٢/ ١٥١) وأخرجه سعيد بن منصور - كما في "الدر المنثور" (٤/ ٦) - ومن طريقه العقيلي في "الضعفاء" (١/ ٢٥٩)، والبيهقي في "الدلائل" (٦/ ٢٧٧)، وابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ١٤٥ - ١٤٦) وأخرجه أبو يعلى - كما في "المطالب العالية" (٨/ ٤٠١٥) طبعة قرطبة - وعنه ابن حبان في "المجروحين" (١/ ٢٥٠ - ٢٥١)، وأخرج، ابن أبي حاتم في "التفسير" (٧/ ١١٣٣٢)، والبزار (٣/ ٢٢٢٠ - كشف) (٢/ ١٤٧٣ - مختصر الزوائد لابن حجر) كلهم من طريق الحكم بن ظهير به، وقال العقيلي: "لا يصح"، وقال ابن حبان: "لا أصل له من حديث رسول الله، ﷺ"، وذكره الهيثمي في "المجمع" (٧/ ٤٢) وقال: "رواه البزار وفيه الحكم بن ظهير وهو متروك" قلت: لكن أخرجه الحاكم (٤/ ٣٩٦) من طريق أسباط بن نصر عن السدي به وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" وسكت عنه الذهبي، وفي إسناده جهالة، وللحديث علة أخرى وهي عدم سماع عبد الرحمن بن سابط من جابر كما قال غير واحد، ولكن أثبت ابن أبي حاتم له السماع من جابر فالله أعلم، وأعله أيضًا ابن الجوزي بـ "السدي" ظنا منه أنه محمَّد ابن مروان وليس كذلك وإنما هو إسماعيل بن عبد الرحمن وهذا صدوق، وذاك كذاب والأخير في طبقة نازلة عن الأول (انظر "تهذيب الكمال" (٧/ ت ١٤٣٠)، والحديث زاد نسبته السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٤) إلى ابن المنذر وأبي الشيخ وأبي نعيم في "الدلائل".