للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومحمد بن إسحاق: وكان أكبرهم واسمه روبيل.

وقال السدي: الذيما قال ذلك يهوذا. وقال مجاهد: هو شمعون.

﴿لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ﴾ أي: لا تصلوا فى عداوته وبغضه إلى قتله، ولم يكن لهم سبيل إلى قتله؛ لأن اللَّه تعالى كان يريد منه أمرًا لابد من إمضائه، إتمامه: من الإِيحاء إليه بالنبوة، ومن التمكين [١] له ببلاد مصر والحكم بها، فصرفهم اللَّه عنه بمقالة روبيل فيه، وإشارته عليهم بأن يلقوه فى غيابة الجب وهو أسفله. قال قتادة: وهي بئر بيت المقدس.

﴿يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ﴾ أي: المارة من المسافرت، فتستريحوا منه بهذا، ولا حاجة إلى قتله.

﴿إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ﴾ أي: إذ كنتم عازمين على ما تقولون.

قال محمد بن إسحاق بن يسار: لقد اجتمعوا على أمر عظيم من قطعة الرحم، وعقوق الوالد، وقلة الرأفة بالصغير الضرع الذي لا ذنب له، وبالكبير الفاني ذي الحق والحرمة والفضل، وخطره عند اللَّه، مع حق الوالد على ولده؛ ليفرقوا بينه وبين أبيه وحبيبه، على كبر سنه، ورقة [٢] عظمه، مع مكانه من اللَّه فيمن أحبه طفلاً صغيرًا، وبين ابنه [٣] على ضعف قوته وصغر سنه، وحاجته إلى لطف والده وسكونه إليه، يغفر اللَّه لهم وهو أرحم الراحمين، فقد احتملوا أمرًا عظيمًا.

رواه ابن أبي حاتم (٢٢) من طريق سلمة بن الفضل عنه.

﴿قَالُوا يَاأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (١١) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (١٢)

لما تواطئوا على أخذه وطرحه فى البئر كما أشار به عليهم أخوهم روبيل، جاءوا أباهم يعقوب، ، فقالوا: ﴿يَاأَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ﴾ وهذه توطئة وسلف ودعوى وهم يريدون خلاف ذلك؛ لما له في قلوبهم من الحسد حب أبيه له ﴿أَرْسِلْهُ مَعَنَا﴾ أي: ابعثه معنا ﴿غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ﴾ [٤] وقرأ بعضهم بالياء


(٢٢) - في "التفسير" (٧/ ١١٣٦٠) ثنا محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن سلمة ثنا سلمة بن الفضل به، وسلمة بن الفضل صدوق كثير الخضأ - كما في "التقريب".