يخبر [٣] تعالى أن نصره ينزل على رسله، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، عند ضيق الحال وانتظار الفرج من الله تعالى [٤] في أحوج الأوقات إلى ذلك، [كما في قوله][٥] تعالى: ﴿وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾، وفي قوله: ﴿كُذِبُوا﴾ قراءتان، إحداهما: بالتشديد ﴿قَدْ كُذِبُوا﴾ [٦]، وكذلك كانت عائشة ﵂ تقرؤها قال البخاري (١٥٧): حدَّثنا عبد العزيز بن عبد الله، حدَّثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عروة بن الزُّبَير، عن عائشة: أنَّها قالت له وهو يسألها عن قول الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ﴾ قال: قُلْتُ: أَكُذِبُوا أم كُذِّبُوا؟ قالت عائشة: ﴿كُذِبُوا﴾ فقلت: قد [٧] استيقنوا أن قومهم قد كذبوهم [٨] فما هو بالظن؟ قالت [٩] أجل لعمري لقد استيقنوا بذلك. فقلت: لها ﴿وَظَنُّوا أَنَّهُمْ [قَدْ] كُذِبُوا﴾ فقالت [١٠]: معاذ الله! لم تكن الرسل تظن ذلك بربها، قلت: فما هذه الآية؟ قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم، فطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ ممن كذبهم من قومهم، وظنت الرسل أن أتباعهم قد كذبوهم، جاءهم نصر الله عند ذلك.
حدَّثنا أَبو اليمان، أخبرنا شعيب [١١]، عن الزُّهْريّ، قال: أخبرنى عروة: فقلت: لعلها
(١٥٧) - صحيح البخاري كتاب التفسير، باب: ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ﴾ (٤٦٩٥، ٤٦٩٦).