للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الإِمام أحمد (١٥٦): حدثنا حجاج، حدثنا شعبة، عن الأعمَش، عن يحيى بن وثاب، عن شيخ من أصحاب رسول الله، ، قال الأعمَش: هو ابن [١] عمر - عن النبي أنَّه قال: " [] [٢] المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي [لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم] ".

وقوله: [﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ﴾ يعنى: هؤلاء المكذبين لك يا محمد في الأرض ﴿فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ أي: من الأم المكذبة للرسل، كيف دمر الله عليهم وللكافر - من أمثالها] [٣] ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا﴾ الآية، فإذا استمعوا خبر ذلك رأوا أن الله قد أهلك الكافرين ونجى المؤمنين، وهذه كانت سنته تعالى في خلقه، ولهذا قال تعالى: ﴿وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا [٤]﴾ أي: وكما أنجينا المؤمنين في الدنيا كذلك كتبنا لهم النجاة في الدار الآخرة أيضًا [٥] وهي خير لهم من الدنيا بكثير، [كما قال تعالى] [٦]: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (٥١) يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾.


(١٥٦) - صحيح، المسند (٥٠٢٢) (٢/ ٤٤) مقرونًا ب "حجاج" محمد بن جعفر به معناه، وهذا إسناد صحيح، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين وجهالة الصحابي لا تضر، وجاء مصرحًا به في بعض الروايات، وأخرجه الترمذى، كتاب: صفة القيامة، باب: مخالطة الناس مع الصبر على أذاهم خير من عدمها (٢٥٠٩)، والبغوي في "شرح السنة" (١٣/ ٣٥٨٥) من طريقين عن شعبة بهذا الإسناد، وأخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" كتاب: الأدب، باب: في مخالطة الناس ومخالفتهم" (٦/ ٢٠٠) والبيهقي في "الكبرى" (١٠/ ٨٩) من طريق محمد بن عبيد ثنا الأعمَش، به - مقرونًا بيحيى بن وثاب أبو صالح عند البيهقي - وأخرجه أحمد (٥/ ٣٦٥) (٢٣٢٠٤) من طريق بن سفيان بن سعيد عن الأعمَش به، وقال التِّرمِذي: "قال ابن أبي عدي - أحد الرواة عن شعبة -: كان شعبة هى أنَّه ابن عمر" قلت: وقد جاء تصريح ذلك في بعض الروايات عنه، فأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (٣٨٨)، والبيهقى في "الشعب" (٦/ ٨١٠٢) من طريق آدم بن أبي إياس، وأخرجه البيهقي في "الكبرى" (١٠/ ٨٩) من طريق عمار بن عبد الجبار كلاهما عن شعبة، حدثني الأعمَش، عن يحيى، عن ابن عمر فذكره، وتابع شعبة على التصريح بذلك داود الطائي عند أبي نعيم في الحلية" (٧/ ٣٦٥)، وإسحاق بن يوسف عند ابن ماجة (٤٠٣٢) وحسن إسناده ابن حجر في "الفتح" (١٠/ ٥١٢).