للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله: ﴿وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ﴾ قال البخاري (١٩): حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثنا معن، حدثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن رسول الله قال: "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمها [١] إلا الله، لا يعلم ما في غد إلا اللَّه ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله، ولا يعلم متى يأتي المطر أحد إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت، ولا يعلم قى تقوم الساعة إلا الله".

وقال العوفي (٢٠)، عن ابن عباس: ﴿وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ﴾ يعني السِّقْط ﴿وَمَا تَزْدَادُ﴾ يقول: ما زادت الرحم في الحمل على ما غاضت حتى ولدته تمامًا، وذلك أن من النساء من تحمل عشرة أشهر ومنهن من تحمل تسعة أشهر، ومنهن من تزيد في الحمل ومنهن من تنقص، فذلك الغيض والزيادة التي ذكر الله تعالى، وكل ذلك بعلمه تعالى.

وقال الضحاك (٢١): عن ابن عباس في قوله: ﴿أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ﴾ قال: ما نقصت عن تسعة وما زاد عليها.

وقال الضحاك: وضعتني أمي وقد حملتني في بطنها سنتين، وولدتني وقد نبتت ثنيتي.

وقال ابن جريج (٢٢): عن جميلة بنت سعد، عن عائشة قالت: لا يكون الحمل أكثر من سنتين قدر ما يتحرك [٢] ظل مغزل.

وقال مجاهد: ﴿أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ﴾ قال: ما ترى من الدم في حملها،


(١٩) - صحيح البخاري كتاب: التفسير، باب: ﴿اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ﴾ (٤٦٩٧)، وأخرجه أيضًا كتاب الاستسقاء، باب: لا يدري متى يجييء المطر إلا الله - (١٠٣٩)، كتاب: التوحيد، باب: قول الله تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا … ﴾ (٧٣٧٩) والنسائي في التفسير من "الكبرى" (٦/ ١١٢٥٨) وأحمد (٢/ ٢٤، ٥٢، ٥٨) من طرق عن عبد الله بن دينار به، وانظر ما تقدم (سورة الأنعام / آية ٥٩) وما يأتي (سورة لقمان/ آية ٣٤).
(٢٠) - أخرجه ابن جرير (١٦/ ٢٠١٦٤) وعطية العوفي، ضعيف.
(٢١) - أخرجه ابن أبي حاتم (٧/ ١٢١٦٢) والضحاك لم يسمع من ابن عباس، لكن أفاد غير واحدٍ أن بينهما سعيد بن جبير.
(٢٢) - إسناده فيه جهالا أخرجه سعيد بن منصور في "السنن" (٢ / رقم ٢٠٧٧) - ومن طريقه البيهقي في "الكبرى" (٧/ ٤٤٣) - وابن جرير في تفسيره (١٦/ ٢٠١٩١) والدارقطني في "السنن"، (٣/ ٣٢٢،٣٢١) من طريق داود بن عبد الرحمن عن ابن جريج به وعلقه ابن حزم في "المحلى" (١٠/ ٣١٦) من طريق سعيد بن منصور، وقال: "جميلة بنت سعد مجهولة، لا يدري من هى" قلت: أفاد =