للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (٨) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (٩)

يخببر تعالى عن تمام علمه الذي لا يخفي عليه شيء، وأنه محيط بما تحمله الحوامل من كل إناث الحيوانات، كما قال تعالى: ﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ﴾ أى: ما حملت من ذكر أو [١] أثنى، أو حسن أو قبيح، أو شقي أو سعيد، أو طويل العمر أو قصيره، كما قال تعالى: ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ﴾ الآية.

وقال تعالى: ﴿يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ﴾ أي: خلقكم طورًا من بعد طور، كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (١٤)﴾، وفي الصحيحين عن ابن مسعود قال (١٧): قال رسول الله : "إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث إليه ملكٌ [٢] فيؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه وعمره وعمله وشقي أو سعيد" وفي الحديث الآخر (١٨): " فيقول الملك: أي رب، أذكر أم أنثى؟ أي رب، أشقي أم سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيقول الله ويكتب الملك".


= على "المسند" مع أنه من طريق السُّدي واسمه إسماعيل بن عبد الرحمن وهو صدوق يهم، ورمى بالتشيع، ومثله لا يحتمل مثل هذا المتن كما يعلم من أقوال بعض النقاد فيه انظر "التهديب". وأخرجه الحاكم (٣/ ١٢٩ - ١٣٠) وابن عساكر من طريق حسين بن حسن الأشقر ثنا منصور بن أبي الأسود عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي به نحوه وقال الحاكم: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه" فتعقبه الذهبي بقوله: "بل كذب قبح الله واضعه".
قلت: عباد الأسدى، ضعفه ابن المديني، وقال البخاري، فيه نظر، وحسين الأشقر، قال البخاري: فيه نظر وعنده مناكير، وقال أبو زرعة: منكر الحديث وقال أبو حاتم والنسائي والدارقطني: ليس كالقوى، فالآفة منهما، لاسيما وفيهما تشيع غال نسأل الله السلامة.
(١٧) - أخرجه البخاري: كتاب: بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة (٣٢٠٨)، ومسلم، كتاب: القدر، باب: كيفية الخلق الآدمي .. (٢٦٤٣) ولفظ المصنف مغاير له في بعض الأحرف، وأقرب له لفظ أبي داود، كتاب: السنة، كتاب: القدر (٤٧٠٨)، والحديث أخرجه أيضًا الترمذي، كتاب: القدر، باب: ما جاء في أن الأعمال كالخواتيم (٢١٣٨) والنسائي في "التفسير" (٦/ ١١٢٤٦) وابن ماجة في "المقدمة": باب: في القدر (٧٦) وأحمد (١/ ٣٨٢، ٤٣٠).
(١٨) - يأتي تخريجه (سورة المؤمنون آية ١٦).