للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بأمر الله. وقال كعب الأحبار: لو تجلى لابن آدم كل سهل وحزن لرأى على [١] كل شيء من ذلك شياطين [٢]، لولا أن الله وكَّل بكم ملائكة يذبُّون عنكم في مطعمكم ومشربكم وعوراتكم إذًا لتُخُطِّفتم. وقال أبو أمامة: ما من آدمي إلا ومعه ملك موكَّل [٣] يذود عنه حتى يسلمه للذي قُدِّر له.

وقال أبو مجلز: جاء رجل من مُرادٍ إلى على، ، وهو يصلي، فقال: احترس؛ فإن ناسًا من مراد يريدون قتلك؛ فقال: إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدَّر، فإذا جاء القدرُ خلَّيا بينه وبينه، إن الأجل جُنَّةٌ حصينةٌ.

وقال بعضهم: ﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ بأمر الله، كما جاء في الحديث أنهم قالوا: يا رسول الله، أرأيت رقى نسترقي بها هل ترد من قدر الله شيئًا؟ فقال: "هي من قدر الله" (٣٣).

وقال ابن أبي حاتم (٣٤): حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا حفص بن غياث، عن


(٣٣) - أخرجه الترمذي (٢١٤٩) وابن ماجه (٣٤٣٧) وأحمد (١٥٥١٣) (٣/ ٤٢١) من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن ابن أبي خِزامة عن أبي خزامة فذكره وقال الترمذي: "هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث الزهري، وقد روى غير واحد هذا عن سفيان عن الزهري عن أبي خزامة عن أبيه - واسمه يعمر السعدي - وهذا أصح .. " ومن هذا الطريق أخرجه الترمذي، كتاب: الطب، باب: ما جاء في الرقى والأدوية (٢٠٦٦) وأحمد (١٥٥١٦) (٣/ ٤٢١) والحاكم في "المستدرك" - كما في "التهذيب" لابن حجر (١٢/ ٩٣) - وقال أحمد: "وهو الصواب"، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح" قلت: وقد رواه غير واحد عن الزهري بهذا الإسناد، أخرجه أحمد (١٥٥١٤، ١٥٥١٥) (٣/ ٤٢١) وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٥/ ٢٦١٠) وانظر "تحفة الأشراف" (٩/ ١١٨٩٨)، وأخرجه البغوي وابن شاهين - كما في "الإصابة" (١/ ٣٨٦) - من طريق عثمان بن عمر عن الزهري عن أبي خزامة الحارث بن سعد أنه قال … فذكر الحديث، قال ابن معين: أخطأ عثمان بن عمر فيه، وإنما هو عن الزهري عن أبي خزامة أحد بنى الحارث بن سعد عن أبيه"، قال ابن حجر: "وهو الصواب واسم والد أبي خزامة يعمر" وقد خفى هذا التحريف على الهيثمي، فقال في "المجمع" (٥/ ٨٨) - بعد أن ذكر الحديث من رواية الحارث بن سعد عن أبيه - "رواه الطبراني والحارث لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير أبي خزامة" وقال ابن عبد البر في "الاستيعاب"، أبو خزامة ذكره بعضهم في الصحابة لحديث أخطأ فيه راويه عن الزهري وهو تابعي وحديثه مضطرب" قلت وابن أبي خزامة وأبو خزامة جهلهما الذهبي وابن حجر. وللحديث شاهد من حديث حكيم بن حزام عند الطبراني في "الكبير" (٣/ ٣٠٩٠) والحاكم (٤/ ٤٠٢ - ٤٠٣) وزاد نسبته الحافظ في "الفتح" (١١/ ٥٨٠) إلى أبي داود والله أعلم، وسكت عنه الحاكم والذهبي، وفي إسناده صالح بن أبي الأخضر وهو ضعيف.
(٣٤) - إسناده ضعيف تفسير ابن أبي حاتم (٧/ ١٢٢٠١) وإبراهيم هو ابن يزيد النخعي، أبو عمران =