للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الشمال للذي على اليمين: أكتب؟ قال: لا؛ لعله يستغفر الله ويتوب، فيستأذنه ثلاث مرات، فإذا قال ثلاثًا قال: نعم اكتب [١] أراحنا الله منه فبئس القرين، ما أقل مراقبته لله وأقل استحياءه منا، يقول اللّه ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾ وملكان من بين يديك ومن خلفك، يقول الله تعالى ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ [يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ] [٢]﴾، وملك قابض على ناصيتك فإذا تواضعت لله رفعك، وإذا تجبرت على الله قصمك، وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك إلا الصلاة على محمد ؛ وملك قائم على فيك لا يدع أن تدخل الحية في فيك، وملكان على عينيك، فهؤلاء عشرة أملاك على [كل آدمي] [٣]، ينزلون [٤] ملائكة الليل على ملائكة النهار؛ لأن ملائكة الليل سوى ملائكة النهار، فهؤلاء عشرون ملكًا على [كل آدمي] [٥]، وإبليس بالنهار وولده بالليل".

وقال الإِمام أحمد (٣٢): حدثنا أسود بن عامر، حدثنا سفيان، حدثني [٦] منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبيه، عن عبد الله قال: قال رسول الله : "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة". قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: "وإياي، ولكن أعانني الله عليه فلا يأمرني إلا بخير". انفرد بإخراجه مسلم.

وقوله: ﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ [قيل: المراد حفظهم له من أمر الله] [٧]، رواه على بن أبي طلحة وغيره عن ابن عباس، وإليه ذهب مجاهد وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي وغيرهم وقال قتادة: ﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ قال: وفي بعض القراءات يحفظونه


= يذكر أنه أدرك عثمان بن عفان أو روى عنه، وإبراهيم بن عبد السلام لم أجد له ذكرًا في كتب الرجال، وشيخه على بن جرير لا يدرى من هو أيضًا إلا أن ابن أبي حاتم ترجم في "الجرح والتعديل" (٦/ ١٧٨): "على بن جرير البارودي روى عن … - كذا بياض بالأصل - سئل أبي عن علي بن جرير البارودي، فقال: صدوق".
(٣٢) - صحيح "المسند"، (١/ ٣٩٧) إلا أن لفظه مغاير في بعض الأحرف لما هنا، وأقرب منه ما أخرجه أحمد أيضًا (١/ ٤٠١) لكن من طريق عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان به وأخرجه أيضًا (١/ ٣٨٥، ٤٦٠) ومسلم، كتاب: صفات المنافقين وأحكامهم، باب: تحريش الشيطان، وبعثه سراياه لفتنة الناس … (٦٩) (٢٨١٤) من طريق سفيان وغيره عن منصور به.