للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من بين يديه ومن خلفه، فإذا جاء قدر الله خَلَّوا عنه.

وقال مجاهد: ما من عبد إلا له [١] ملك موكل يحفظه في نومه ويقظته من الجنّ والإِنس والهوامّ، فما منها [٢] شيء يأتيه يريده إلا قال له الملك: وراءك، إلا شيء [٣] [أذن الله فيه] [٤] فيصيبه.

وقال الثوري (٢٩)، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس [في قوله] [٥]: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ﴾ قال: ذلك ملك من ملوك الدنيا، له حرس من دونه حرس.

وقال العوفي (٣٠)، عن ابن عباس: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ﴾ يعني ولي الشيطان يكون عليه الحرس. وقال عكرمة في تفسيرها: هؤلاء الأمراء المواكب من بين يديه ومن خلفه. وقال الضحاك في الآية: هو السلطان المحترس [٦] من أمر [٧] الله وهم [٨] أهل الشرك. والظاهر والله أعلم أن مراد ابن عباس وعكرمة والضحاك بهذا أن حرس الملائكة للعبيد يشبه حرس هؤلاء لملوكهم وأمرائهم.

وقد روى الإِمام أبو جعفر بن جرير هاهنا حديثًا غريبًا جدًّا فقال (٣١): حدثني المثنى، حدثنا إبراهيم بن عبد السلام بن صالح القشيري، حدثنا على بن جرير، عن حماد بن سلمة، عن عبد الحميد بن جعفر، عن كنانة العدوي قال: دخل عثمان بن عفان على رسول الله فقال: يا رسول الله، أخبرني عن العبد كم معه من ملك؟ فقال: "ملك عن [٩] يمينك [] [١٠] على حسناتك، وهو آمر [١١] على الذي على الشمال، فإذا [١٢] عملت حسنة كتبت عشرًا، وإذا [١٣] عملت سيئة قال الذي على


(٢٩) - أخرجه ابن جرير (١٦/ ٢٠٢٢٦) ورجاله ثقات، رجال الشيخين إلا أن حبيب بن أبي ثابت كثير الإرسال والتدليس.
(٣٠) - أخرجه ابن جرير (١٦/ ٢٠٢٢٧) وعطية العوفي، ضعيف.
(٣١) - إسناده فيه جهالة وانقطاع تفسير ابن جرير (١٦/ ٢٠٢١١) وكنانة وهو ابن نعيم العدوي، لم =