للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يتعاقب ملائكة آخرون لحفظ الأعمال، من خير أو شر، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، فاثنان عن اليمين والشمال يكتبان الأعمال، صاحب اليمين يكتب الحسنات، وصاحب الشمال يكتب السيئات، وملكان آخران يحفظانه ويحرسانه، واحد من ورائه وآخر من قدامه، فهو بين أربعة أملاك بالنهار، وأربعة آخرين بالليل بدلاً حافظان وكاتبان كما جاء في الصحيح (٢٥): " يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر فيصعد إليه الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بكم [١] كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتياهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون". وفي الحديث الآخر (٢٦): " إن معكم من لا يفارقكم إلا عند الخلاء وعند الجماع، فاستحيوهم [٢] وأكرموهم".

وقال على بن أبي طلحة (٢٧)، عن ابن عباس [في قوله] [٣]: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ والمعقبات [] [٤] من أمر [٥] الله وهي الملائكة.

وقال عكرمة (٢٨)، عن ابن عباس: ﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ قال: ملائكة يحفظونه


(٢٥) - أخرجه مالك في الموطأ، كتاب: قصر الصلاة في السفر: كتاب: جامع الصلاة (٨٢) ومن طريقه البخاري، كتاب: مواقيت الصلاة، باب: فضل صلاة العصر (٥٥٥)، ومسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب: فضل صلاتي الصبح والعصر والمحافظة عليهما (٢١٠) (٦٣٢) والنسائي، كتاب: الصلاة، باب: فضل صلاة الجماعة (١/ ٢٤٠ - ٢٤١) وفي الكبرى (١/ ٤٥٩) و (٤/ ٧٧٦٠) وأحمد (٢/ ٤٨٦) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعًا به ولفظ المصنف مغاير في بعض الأحرف لنص الحديث عندهم.
(٢٦) - ضعيف، أخرجه الترمذي، كتاب: الأدب، باب: ما جاء في الاستتار عند الجماع (٢٨٠١) من طريق ليث - ابن أبي سليم - عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا فذكره وقال الترمذي. "حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" قلت: علته ليث هذا: قال الحافظ في "التقريب" صدوق اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه فترك" واضطرب فيه فأخرجه البيهقي في "الشعب" (٦/ ٧٧٣٩) هن طريقه عن محمد بن عمرو عن الله عن زيد بن ثابت مرفوعًا به، وضعفه البيهقي، وعلقه البغوي في "شرح السنة" (٩/ ٢٥) بصيغة التمريض مستغربًا إسناده.
(٢٧) - أخرجه ابن جرير (١٦/ ٢٠٢١٥) وابن أبي حاتم (٧/ ١٢١٩٨).
(٢٨) - أخرجه ابن جرير (١٦/ ٢٠٢١٦، ٢٠٢١٧) وابن أبي حاتم (٧/ ١٢١٩٦) وعبد الرزاق (٢/ ٣٣٢) من رواية سحاق عن عكرمة به وهذه رواية مضطربة وزاد نسبته السيوطى في "الدر المنثور" (٤/ ٩١) إلى الفريابي وابن المنذر.