للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والنعم والعمل الصالح، [فتستوعب] [١] عمله الصالح كله، فإذا أراد الله أن يرحمه [٢]، قال: يا عبدي قد ضاعفت لك حسناتك، وتجاوزت [] [٣] عن سيئاتك -أحسبه قال-: ووهبت لك نعمي". غريب وسنده [٤] ضعيف.

وقد روي في الأثر (٦٠): أن داود قال: يا رب، كيف أشكرك وشكري لك نعمة منك عليَّ؟ فقال الله تعالى: الآن شكرتني يا داود. أي: حين اعترفت بالتقصير عن أداء شكر النعم.

وقال الإمام [٥] الشافعي : [الحمد لله] [٦] الذي لا تؤدي شكر نعمة من نعمه إلا بنعمة حادثة توجب على مؤدي ماضي نعمه بأدائها نعمة حادثة توجب عليه شكره بها.

وقال القائل في ذلك:

لو كل [٧] جارحة مني لها لغة … تثني عليك بما أوليت من حَسَن

لكان ما زاد شكري إذ شكرت به … إليك أبلغ في الإِحسان والمنن [٨]

﴿وَإِذْ قَال إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (٣٥) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٣٦)

يذكر تعالى في هذا المقام محتجًّا على مشركي العرب بأن البلد الحرام مكة إنما وضعت أول ما وضعت علي عبادة الله وحده لا شريك له، وأن إبراهيم الذي كانت [] [٩] بسببه آهلة عامرة تبرَّأ ممن عبد غير الله، وأنه دعا لمكة بالأمن فقال: ﴿رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا﴾ وقد استجاب الله له، فقال تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ﴾، وقال تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا


(٦٠) - أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" (٤/ ٤٤١٤).