وقال [٣] تعالى رادًّا عليهم في قولهم هذا: ﴿أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ﴾ أي: أو لم تكونوا تحلفون من قبل هذه [٤] الحال [٥]: أنه لا زوال لكم عما أنتم فيه، وأنه لا معاد ولا جزاء، فذوقوا هذا بذاك [٦].
قال مجاهد وغيره: ﴿مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ﴾ أي: ما لكم من انتقال من الدنيا إلى الآخرة. [كما أخبر عنهم تعالى][٧]: ﴿وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْدًا عَلَيهِ حَقًّا﴾.
﴿وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَال﴾ أي: قد رأيتم وبلغكم ما أحللنا بالأمم المكذبة قبلكم، ومع هذا لم يكن لكم فيهم معتبر، ولم يكن فيما أوقعنا بهم لكم مزدجر ﴿حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ [٨] النُّذُرُ﴾.
وقد روى شعبة (٦٣)، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن، أن عليها، ﵁، قال في هذه الآية: ﴿وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ [٩] الْجِبَالُ﴾ قال: أخذ ذاك الذي حاج
(٦٣) - إسناده فيه جهالة، أخرجه ابن جرير (١٣/ ٢٤٤)، وعبد الرحمن هذا هو ابن دانيال وقيل ابن أذنان وكلاهما ذكرهما ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ولم يذكر فيهما جرحًا ولا تعديلًا.