للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يدخلون النار بذنوبهم، فيقول لهم أهل اللات والعزى: ما أغنى عنكم قولكم: لا إله إلا اللَّه، وأنتم معنا في النار؟ فيغضب اللَّه لهم [فيخرجُهم، فيلقيهم] [١] في نهر الحياة، فيبرءون [٢] من حرقهم كما يبرأ القمر من خسوفه [٣]، فيدخلون [٤] الجنة ويسمون فيها الجهنميين [٥] ". فقال رجل: يا أنس، أنت سمعت هذا من رسول اللَّه ؟ فقال أنس: سمعت رسول اللَّه يقول: "من كذب عليَّ متعمدًا فليتبوأ مقعده من النمر". نعم، أنا سمعت رسول اللَّه يقول هذا.

ثم قال الطبراني: تفرد به الجهبذ.

(الحديث الثاني) وقال الطبراني أيضًا (٥): حدثنا عبد اللَّه بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبو الشعثاء علي بن حسن الواسطي، حدثنا خالد بن نافع الأشعري، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسى قال: قال رسول اللَّه : "إذا اجتمع أهل النار في النار، ومعهم من شاء اللَّه من أهل القبلة، قال الكفار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين؟ قالوا: بلى. قالوا: فما أغنى عنكم الإسلامُ، فقد صرتم معنا في النار؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها. فسمع اللَّه ما قالوا، فأمر بمن


= ومن طريق أبي نعيم الخطيب البغدادي في تاريخه (٩/ ٣١١ - ٣١٢)، وقال الهيثمي في "المجمع" (٩٠/ ٣٨٣): "وفيه من لم أعرفهم". قلت: لم أقف على ترجمة ليعقوب بن أبي نباتة وكذا صالح بن إسحاق.
وقد رواه أحمد مطولًا بنحوه (٣/ ١٤٤) وإسناد صحيح والجزء الأخير منه عند البخاري (رقم ١٠٨) ومسلم (٢). كلهم من حديث أنس.
(*) ما بين المعكوفين في المطبوع من الأوسط: "بن أبي نباتة".
(٥) - أخرجه في "المعجم الكبير" كما في "المجمع" (٧/ ٤٨)، وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (٢/ ٨٤٣)، والحاكم (٢/ ٢٤٢)، وعنه البيهقي في "البعث" (٧٩) من طريق أبي الشعثاء به، وأخرجه ابن جرير (١٤/ ٢) حدثنا علي بن سعيد بن مسروق ثنا خالد بن نافع به.
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه الذهبي، وقال في "المجمع": "فيه خالد بن نافع الأشعري قال أبو داود: متروك. قال الذهبي هذا تجاوز في الحد فلا يستحق الترك؛ فقد حديث عنه أحمد بن حنبل وغيره. وبقية رجاله ثقات" قلت: وقد ضعف خالدًا هذا أيضًا أبو زرعة والنسائي وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، يكتب حديثه [انظر "لسان الميزان"]. ويشهد له ما قبله وما يأتي.