للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصلها في سورة الأنعام إلى [١] ثمانية أزواج، وبما جعل لهم فيها [٢] من المصالح والمنافع؛ من أصوافها وأوبارها وأشعارها يلبسون ويفترشون، ومن ألبانها يشربون، ويأكلون من أولادها، وما لهم فيها من الجمال: وهو الزينة، ولهدا قال: ﴿وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ [٣] حِينَ تُرِيحُونَ﴾ وهو وقت [٤] رجوعها عشيًّا من المرعى [٥]، فإنها تكون أمده خواصر، وأعظمه ضروعًا وأعلاه أسنمة ﴿وَحِينَ تَسْرَحُونَ﴾ أي: غدوة حين تبعثونها إلى المرعى.

﴿وَتَحْمِلُ أَثْقَالكُمْ﴾ وهي الأحمال المثقلة التي تعجزون عن نقلها وحمدها ﴿إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إلا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ﴾ وذلك في الحج والعمرة والغزو والتجارة وما جرى مجرى ذلك، تستعملونها في [٦] أنواع الاستعمال من ركوب وتحميل، كقوله [٧]: ﴿وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (٢١) وَعَلَيهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ﴾، وقال تعالى: ﴿اللَّهُ [٨] الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ [٩] (٧٩) وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَبْلُغُوا عَلَيهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ (٨٠) وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ﴾ ولهذا قال هاهنا بعد تعداد هذه النعم: ﴿إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ أي: ربكم الذي قيض لكم هذه الأنعام وسخرها لكم، كقوله [١٠]: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (٧١) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ﴾، وقال: ﴿لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيتُمْ عَلَيهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ [١١]﴾.

قال ابن عباس: ﴿لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ﴾ أي: ثياب، والمنافع: ما ينتفعون [١٢] به من الأطعمة والأشربة.

وقال عبد الرزاق: أخبرنا [١٣] إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس: ﴿دِفْءٌ وَمَنَافِعُ﴾ نسل كل دابة. وقال مجاهد ﴿لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ﴾ أي [١٤]: لباس


[١]- في ز: "أي".
[٢]- في ز: "فيه".
[٣]- ما بين المعكوفتين سقط من: ز، خ.
[٤]- سقط من: ز، خ.
[٥]- في ز: "الرعي".
[٦]- سقط من: ز، خ.
[٧]- في خ: "كما قال تعالى".
[٨]- سقط من: ز.
[٩]- ما بين المعكوفتين سقط من: خ.
[١٠]- في خ: "كما قال تعالى".
[١١]- في خ: "منقلبون".
[١٢]- في خ: "تنتفعون".
[١٣]- في خ: "أنبأنا".
[١٤]- في ز، خ: "قال".