للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووصاهم أن يتمسكوا به، وأن يحافظوا عليه، مع أمره إياهم بمتابعة محمد إذا بعثه، وأخذ [١] مواثيقهم وعهودهم على ذلك، ولهذا قال تعالى: ﴿إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه﴾.

قال مجاهد: اتبعوه وتركوا الجمعة.

ثم إنهم لم يزالوا متمسكين به حتى بعث الله عيسى بن مريم، فيقال: إنه [٢] حولهم إلى يوم الأحد، ويقال: [إنه لم يترك شريعة التوراة إلا ما نسخ من بعض أحكامها، و] [٣] إنه لم يزل محافظًا على السبت حتى رفع، كان النصارى بعده في زمن [٤] قسطنطين هم الذين تحولوا إلى يوم الأحد مخالفة لليهود، وتحولوا إلى الصلاة شرقًا عن الصخرة، والله أعلم.

وقد ثبت في الصحيحين (٦٨): من حديث عبد الرزاق، عن معمر، عن همام، [عن أبي هريرة [أن رسول الله قال] [٥]: "نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم، فاختلفوا في فهدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غدًا، والنصارى بعد غد" لفظ البخاري.

وعن أبي هريرة وحذيفة قال: قال رسول الله : "أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى وم الأحد، فجاء الله بنا فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون وم القيامة، والمقضي بينهم قبل الخلائق" رواه مسلم (٦٩).

﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (١٢٥)


(٦٨) - أخرجه مسلم في كتاب الجمعة، باب: هداية هذه الأمة ليوم الجمعة، حديث (٨٥٥) (٦/ ٢٠٥).
ولم أجده في البخاري من هذا الطريق، بيد أنه أخرجه في كتاب الجمعة، بهذا اللفظ من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة فذكره.
(٦٩) - أخرجه مسلم في كتاب الجمعة، باب: هداية هذه الأمة ليوم الجمعة، حديث (٨٥٦) (٦/ ٢٠٦).