للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يرجع إلى مكة قبل أن يصبح؛ قال: نعم، إني [١] أصدقه بأبعد من ذلك؛ أصدقه بخبر السماء. قال أبو سلمة: فبها سُمي أبو بكر الصديق.

قال أبو سلمة: فسمعت جابر بن عبد الله يحدث: أنه سمع رسول الله، ، يقول: "لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت القدس قمت في الحجر، فجلى الله لي بيت القدس؛ فطفقت أخبرهم عن آياته، وأنا أنظر إليه".

رواية حذيفة بن اليمان :

قال الإِمام أحمد (٣٠) ثنا أبو النضر، ثنا شيبان، عن عاصم، عن زر بن حبيش قال: أتيت على حذيفة بن اليمان ، وهو يحدث عن ليلة أسري بمحمد ، وهو يقول: فانطلقا [٢] حتى أتيا [٣] على بيت المقدس فلم يدخلاه. قال: قلت: بل دخله رسول الله ليلتئذ، وصلى فيه. قال: ما اسمك يا أصلع؟ فإني أعرف وجهك، ولا أدري ما اسمك، قال: قلت: أنا زر بن حبيش. قال: فما علمك بأن رسول الله صلَّى فيه ليلتئذ؟ قال: قلت: القرآن يخبرني بذلك، قال: فمن [٤] تكلم بالقرآن فلج، اقرأ. قال: فقلت: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى﴾ قال: يا أصلع؛ هل تجد صلى فيه؟ قلت: لا. قال: والله ما صلى فيه رسول الله ليلتئذ، ولو صلى فيه، لكتب عليكم صلاة فيه، كما كتب عليكم صلاة في البيت العتيق، والله ما زايلا البراق حتى فتحت لهما أبواب السماء؛ فرأيا الجنة والنار، ووعد الآخرة أجمع، ثم عادا عودهما على بدئهما قال: ثم ضحك حتى رأيت نواجذه قال: وتحدثوا [٥] أنه ربطه لا يفر منه،، وإنما سخره له عالم الغيب والشهادة. قلت: أبا [٦] عبد الله، أي: دابة


(٣٠) - أخرجه أحمد في مسنده (٥/ ٣٨٧).
وأخرجه أيضًا (٥/ ٣٩٢، ٣٩٤) من طريق حماد بن سلمة عن عاصم به نحوه، وأخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده": برقم (٤١١) ص (٥٥). وأخرجه الترمذي: كتاب التفسير، باب: سورة بني إسرائيل، حديث (٣١٤٧) والنسائي في "السنن الكبرى": كتاب التفسير، باب: سورة الإسراء، حديث (١١٢٨٠) (٦/ ٣٧٦) من طريقين عن عاصم بن أبي النجود به مطولًا ومختصرًا وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".