للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البراق؟ قال: دابة أبيض طويل، هكذا خطوه مد البصر. ورواه أبو داود الطيالسي، عن حماد بن سلمة، عن عاصم به، ورواه الترمذي والنسائي في التفسير من حديث عاصم، وهو [١] ابن أبي النجود، به، وقال الترمذي: حسن صحيح.

وهذا الذي قاله حذيفة نفي [٢]، وما أثبته غيره عن رسول الله من ربط الدابة بالحلقة، ومن الصلاة بالبيت المقدَّس مما [٣] سبق، وما سيأتي مقام على قوله، والله أعلم بالصواب.

رواية أبي سعيد؛ سعد بن مالك بن سنان الخدري:

قال الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب "دلائل النبوة (٣١) ": أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا أبو بكر يحيى بن أبي طالب، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا أبو محمد راشد الحماني، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري عن النبي أنه قال له أصحابه: يا رسول الله، أخبرنا عن ليلة أسري بك فيها قال: "قال الله ﷿: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾. قال: فأخبرهم فقال [٤]: "فبينا أنا نائم عشاء في المسجد الحرام، إذ أتاني آت؛ فأيقظني؛ فاستيقظت، فلم أر شيئًا، وإذا أنا بكهيئة خيال فأتبعته بصري حتى خرجت من المسجد، فإذا أنا بدابة أدنى شبهًا [٥] بدوابكم هذه، بغالكم هذه -مضطرب الأذنين يقال له: البراق، وكانت الأنبياء تركبه قبلي؛ يقع حافره عند مد بصره، فركبته، فبينما أنا أسير عليه إذ دعاني داع عن يميني: يا محمد؛ انظرني أسألك، يا محمد؛ انظرني أسألك، [فلم أجبه] [٦] ولم أقم عليه [فبينما أنا أسير] [٧] عليه [٨] إذا [٩] [دعاني داع عن يساري: يا محمد انظرني أسألك! فلم أجبه ولم


(٣١) - أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة": (٢/ ٣٩٠)، باب: الدليل على أن النبي عُرج به إلى السماء فرأى جبريل في صورته عند سدرة المنتهى، وقبل ذلك كان قد رأى جبريل في صورته وهو بالأفق الأعلى، وأخرجه ابن جرير في تفسيره - (١٥/ ١١ - ١٤).
وأبو هارون العبدي هو عمارة بن جوين ضعفة أئمة هذا الشأن.