للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد روى هذا الحديث عن شداد بن أوس بطوله الإمامُ أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في تفسيره عن أبيه عن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي به، ولا شك أن هذا الحديث -أعني الحديث المروي عن شداد بن أوس- مشتمل على أشياء، منها ما هو صحيح كما ذكره البيهقي، ومنها ما هو منكر كالصلاة في بيت لحم، وسؤال الصديق عن نعت بيت المقدس، وغير ذلك، والله أعلم.

رواية عبد الله بن عباس "

قال الإمام أحمد (٣٤): حدثنا عثمان بن محمد، حدثنا جرير، عن قابوس، عن أبيه قال: حدثنا ابن عباس قال: ليلة أسري برسول [١] الله ، دخل الجنة، فسمع في جانبها وجسًا (*) [٢] فقال: "يا جبريل؛ ما هذا؟ قال: هذا بلال المؤذن، فقال رسول الله حين جاء إلى الناس: قد أفلح بلال! قد رأيت له كذا وكذا. قال: فلقيه موسى فرحب به؛ وقال: مرحبًا بالنبي الأمي، قال: وهو رجل آدم، طويل سبط، شعره مع أذنيه، أو فوقهما، فقال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا موسى [قال: فمضى فلقيه عيسى، فرحب به وقال: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا عيسى قال] [٣]: فمضى، فلقيه شيخ جليل متهيب، فرحب به وسلم عليه، وكلهم يسلم عليه، قال: "من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم" قال: ونظر في النار؛ فإذا قوم يأكلون الجيف، قال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحم [٤] الناس، ورأى رجلًا أحمر أزرق جدًّا، قال: من هذا يا جبريل؟ قال هذا عاقر الناقة. قال: فلما أتى رسولُ الله المسجد الأقصى قام يصلي، [فالتفت ثم التفت] [٥] فإذا النبيون أجمعون يصلون معه، فلما انصرف جيء بقدحين؛ أحدهما: عن اليمين، والآخر: عن الشمال، في أحدهما: لبن، وفي الآخر: عسل، فأخذ اللبن فشرب منه، فقال الذي كان معه القدح: أصبت الفطرة" إسناد صحيح، ولم يخرجوه.


(٣٤) - أخرجه أحمد - (١/ ٢٥٧).
وصحح إسناده السيوطي في "الدر المنثور" (٤/ ٢٧٩) وزاد نسبته إلى ابن مردويه وأبي نعيم في الدلائل والضياء في المختارة.