بهم فألقوا واحدًا واحدًا، حتى بلغ رضيعًا فيهم، فقال: يا أمه قعي ولا تقاعسي؛ فإنك على الحق. قال: وتكلم أربعة [١] وهم صغار: هذا،: شاهد يوسف، وصاحب جريج، وعيسى ابن مريم ﵇. إسناد لا بأس به ولم يخرجوه.
(طريق أخرى): [][٢] وقال الإِمام أحمد (٤٠): حدثنا محمد بن جعفر وروح المعنى قالا: حدثنا عوف عن زرارة بن أوفى، عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: "لما كان ليلة أُسري لي وأصبحت [٣] بمكة فَظِعْتُ (٥) بأمرى [٤]، وعرفت أن الناس مكذبي" فقعد معتزلًا حزينًا فمر به عدو الله أبو جهل، فجاء حتى جلس إليه، فقال له كالمستهزئ:[هل كان من شيءٍ][٥]؟ فقال له رسول الله ﷺ:"نعم". قال: وما هو؟ قال:"إني أسري بي الليلة". قال: إلى أين [٦]؟ قال:"إلى بيت المقدس". قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال:"نعم". قال: فلم يره أنه يكذبه؛ مخافة أن يجحده [٧] الحديث إن [٨] دعا قومه إليه، فقال [٩]: أرأيت إن دعوت قومك أتحدثهم بما حدثتني؟ فقال رسول الله ﷺ:"نعم". فقال [١٠]: هيا معشر بني كعب بن لؤي، قال: فانتفضت إليه المجالس، وجاءوا حتى جلسوا إليهما، قال: حدِّث قومك بما حدثتني؟ فقال رسول الله ﷺ: "إني أسري بي
(٤٠) - أخرجه أحمد - (١/ ٣٠٩). وأخرجه النسائي في الكبرى -كتاب التفسير، باب: "سورة الإسراء" - (١١٨٥) (٦/ ٣٧٧ - ٣٧٨). والطبراني في "الكبير" - (١٢٧٨٢) - (١٢/ ١٦٧ - ١٦٨) وفي "الأوسط" (٢٤٤٧) (٣/ ٥٢) والبيهقي في "دلائل النبوة" (٢/ ٣٦٣ - ٣٦٤). والبزار - (٥٦) - (١/ ٤٥ - ٤٦ كشف). من طرق عن عوف الأعرابي به، وقال الطبراني: "لا يروي هذا الحديث عن عبد الله بن عباس إلا بهذا الإسناد، تفرد به عوف". وقال البزار: "لا نعلم أحدًا حدث به إلا عوف عن زرارة". قلت: وعوف ثقة، وثقه أحمد وابن معين والنسائي وابن سعد وغيرهم، وروى له الجماعة، فلا يضر بعد ذلك تفرده الحديث والعلم عند الله تعالى. وذكره الهيثمي في "المجمع" (١/ ٦٩، ٧٠) وقال: "رواه أحمد والبزار والطبراني في "الكبير" و"الأوسط" ورجال أحمد رجال الصحيح" وحسن =