للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعني: الكبائر.

ورواه مسلم في صحيحه عن محمد بن عبد الله بن نمير وزهير بن حرب، كلاهما عن عبد الله بن نمير به.

ثم قال البيهقي: وهذا الذي ذكره عبد الله بن مسعود طرف من حديث المعراج، وقد رواه أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة عن النبي (٤٢)، ثم عن أبي ذر عن النبي (٤٣). ثم رواه مرة مرسلًا دون ذكرهما (٤٤)، ثم إن البيهقي ساق الأحاديث الثلاثة كما تقدم.

قلت: وقد روي عن ابن مسعود بأبسط من هذا وفيه غرابة، وذلك فيما رواه الحسن بن عرفة (٤٥) في جزئه المشهور: حدثنا مروان بن معاوية، عن قنان بن عبد الله النهمي، حدثنا أبو ظبيان الجنبي قال: كنا جلوسًا عند أبي عبيدة بن عبد الله -يعني: ابن مسعود- ومحمد بن سعد بن أبي وقاص، وهما جالسان، فقال محمد بن سعد لأبي عبيدة: حدِّثْنا عن أبيك ليلة أُسري بمحمد ، فقال أبو عبيدة: لا، بل حدثنا أنت عن أبيك؟ فقال محمد: لو سألتني قبل أن أسألك لفعلت، قال: فأنشأ أبو عبيدة يحدث -يعني عن أبيه- كما سئل قال: قال رسول الله : "أتاني جبريل بدابة فوق الحمار ودون البغل، فحملني عليه، ثم انطلق يهوي بنا، كلما صعد عقبة استوت، رجلاه كذلك مع يديه، وإذا هبط استوت يداه مع رجليه، حتى مررنا برجل طوال سبط آدم كأنه من رجال أزد شنوءة، وهو يقول، فيرفع صوته يقول: أكرمته وفضلته. قال: فدفعنا [١] إليه فسلمنا عليه، فرد السلام فقال: من هذا معك يا جبريل؟ قال: هذا أحمد، قال: مرحبًا بالنبي الأمي العربي، الذي بلغ رسالة ربه، ونصح لأمته [٢]. قال: ثم اندفعنا فقلت: من هذا ياجبريل؟ قال: هذا موسى بن عمران قال: قلت: ومن يعاتب؟ قال: يعاتب ربه فيك، قلت: فيرفع صوته على ربه؟! قال: إن الله قد عرف له حدته. قال: ثم اندفعنا حتى مررنا بشجرة كأن ثمرها السرج [٣]، تحتها شيخ وعياله، قال: فقال لي جبريل: اعمد [٤] إلى أبيك إبراهيم، فدفعنا إليه فسلمنا عليه، فرد


(٤٢) - تقدم تخريجه.
(٤٣) - تقدم تخريجه.
(٤٤) - تقدم تخريجه.
(٤٥) - وعزاه له السيوطي في "الدر المنثور" - (٤/ ٢٧٣) وزاد عزوه إلى أبي نعيم في "الدلائل" وابن عساكر في تاريخه.