للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السلام، فقال إبراهيم: من هذا معك يا جبريل؟ قال: هذا ابنك أحمد. قال: فقال: مرحبًا بالنبي الأمي، الذي بلغ رسالة ربه، ونصح لأمته، يابني إنك لاقٍ ربك الليلة، وإن أمتك آخر الأمم وأضعفها، فإن استطعت أن تكون حاجتك أو جُلُّها في أمتك فافعل. قال: ثم اندفعنا حتى انتهينا إلى المسجد الأقصى فنزلت فربطت الدابة [في الحلقة] [١] التي في باب المسجد التي كانت الأنبياء تربط بها، ثم دخلت المسجد فعرفت النبيين من بين راكع وقائم وساجد، قال: ثم أتيت بكأسين من عسل ولبن، فأخذت اللبن فشربت، فضرب جبريل منكبي وقال: أصبت الفطرة ورب محمد. قال: ثم أقيمت الصلاة فأممتهم، ثم انصرفنا فأقبلنا".

إسناد غريب ولم يخرجوه، فيه من الغرائب: سؤال الأنبياء عنه ابتداء، ثم سؤاله عنهم بعد انصرافه، والمشهور في الصحاح -كما تقدم- أن جبريل كان يعلمه بهم أولًا؛ ليسلم عليهم سلام معرفة. وفيه أنه اجتمع بالأنبياء قبل دخوله المسجد؛ والصحيح أنه إنما اجتمع بهم في السموات، ثم نزل إلى بيت المقدس ثانيًا، وهم معه، وصلى بهم فيه، ثم إنه ركب البراق وكرّ راجعًا إلى مكة، والله أعلم.

(طريق أخرى): قال الإِمام أحمد (٤٦): حدثنا هشيم، أخبرنا العوام عن جبلة بن سحيم عن مؤثر [٢] بن عفازة [٣]، عن ابن مسعود، عن النبي قال: "لقيت ليلة أسري بي إبراهيم وموسى وعيسى فتذاكروا أمر الساعة قال: فردوا أمرهم إلى إبراهيم فقال: لا علم لي بها. فردوا أمرهم إلى موسى فقال: لا علم لي بها. فردوا أمرهم [٤] إلى عيسى فقال: أما وجبتها، فلا يعلم بها أحد إلا الله ﷿، و [٥] فيما عهد إليَّ ربي أن الدجال خارج قال: ومعي قضيبان، فإذا رآني، ذاب كما يذوب الرصاص قال: فيهلكه [٦] الله [٧] حتى إن الحجر والشجر يقول: يا مسلم إن تحتي [٨] كافرًا فتعال فاقتله. قال: فيهلكهم الله، ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم، قال: فعند ذلك يخرج [٩] يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فيطئون بلادهم، فلا يأتون على شيء إلا أهلكوه، ولا يمرون على ماء إلا شربوه، قال: ثم يرجع الناس إليّ فيشكونهم، فأدعو الله عليهم؛ فيهلكهم ويميتهم حتى تَجْوَى [١٠] الأرض من


(٤٦) - تقدم تخريجه [سورة الأعراف / آية ١٨٧].