للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالت [١]: قد [٢] رضيت.

قال: ثم أتى على واد فسمع صوتًا منكرًا، ووجد ريحًا منتنة، فقال: "ما هذه الريح يا جبريل؟ وما هذا الصوت؟ " فقال: هذا صوت جهنم تقول: يارب، آتني ما وعدتني فقد كثرت سلاسلي وأغلالي، وسعيري وحميمي؛ وضريعي [٣] وغساقي وعذابي، وقد بَعُدَ قَعْري واشتد حرِّي، فآتني كل ما وعدتني. قال: لكِ كل مشرك ومشركة، وكافر وكافرة، وكل خبيث وخبيثة، وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب. قالت: قد رضيت.

قال: ثم سار حتى أتى بيت المقدس، فنزل فربط فرسه إلى صخرة، ثم دخل فصلى مع الملائكة، فلما قضيت الصلاة قالوا: يا جبريل، من هذا معك؟ قال: محمد . قالوا: أو قد أرسل [إليه] [٤]؟ قال: نعم. قالوا: حيّاه الله من أخ ومن خليفة، فنعم الأخ، ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء.

قال: ثم لقي أرواح الأنبياء، فأثنوا على ربهم، فقال إبراهيم: الحمد لله الذي اتخذني خليلًا، وأعطاني ملكًا عظيمًا، وجعلني أمة قانتًا يؤتم بي، وأنقذني من النار وجعلها عليّ بردًا وسلامًا! ثم إن موسى أثنى على ربه فقال: الحمد لله الذي كلمني تكليمًا، وجعل هلاك آل فرعون ونجاة بني إسرائيل على يدي، وجعل من أمتي قومًا يهدون بالحق وبه يعدلون! ثم إن داود أثنى على ربه فقال: الحمد لله الذي جعل لي ملكًا عظيمًا، وعلمني الزبور، وألان لي الحديد، وسخر لي الجبال يسبحن والطير، وأعطاني الحكمة وفصل الخطاب! ثم إن سليمان أثنى على ربه فقال: الحمد لله الذي سخر لي الرياح، وسخر لي الشياطين، يعملون لي [٥] ما شئت من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب [٦] وقدور راسيات، وعلمني منطق الطير، وآتاني من كل شيء فضلًا، وسخر لي جنود الشياطين والإِنس والطير، وفضلني على كثير من عباده المؤمنين، وآتاني ملكًا عظيمًا لا ينبغي لأحد من بعدي، وجعل ملكي ملكًا طيبًا ليس فيه حساب! ثم إن عيسى أثنى على ربه ﷿ فقال: الحمد لله الذي جعلني كلمته، وجعل مثلي [٧] مثل آدم، خلقه من تراب ثم قال له "كن" فيكون، وعلمني الكتاب والحكمة والتوراة والإِنجيل، وجعلني أخلق من الطين كهيئة الطير، [فأنفخ فيه] [٨] فيكون طيرًا بإذن الله، وجعلني أبرئ الأكمه والأبرص، وأحيي الموتى [بإذن الله] [٩]،


[١]- في خ: "قال".
[٢]- سقط من: خ.
[٣]- في ز، خ: "مربعي".
[٤]- في ز: "محمد"، خ: "إليه".
[٥]- سقط من: ز.
[٦]- في ز: كالجوابي".
[٧]- في خ: "مثيلى".
[٨]- ما بين المعكوفتين سقط من: خ.
[٩]- ما بين المعكوفتين في ز: "بإذنه".