للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورفعني وطهرني، وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم، فلم يكن للشيطان علينا سبيل. قال [١]: ثم إن محمدًا أثنى على ربه ﷿ فقال: "وكلكم [٢] أثنى على ربه، وإني مُثْنٍ على ربي فقال: الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين، وكافة للناس بشيرًا ونذيرًا، وأنزل على الفرقان، فيه بيان لكل شيء، وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس، وجعل أمتي أمة وسطًا، وجعل أمتي هم الأولين وهم الآخرين، وشرح لي صدري، ووضع عني وزري، ورفع لي [٣] ذكري، وجعلني فاتحًا وخاتمًا" فقال إبراهيم : بهذا فضلكم محمد .

قال أبو جعفر الرازي: خاتم النبوة [٤] فاتح بالشفاعة يوم القيامة.

ثم أُتي بآنية ثلاثة مغطاة أفواهها؛ فأُتي بإناء منها فيه ماء، فقيل: اشرب، فشرب منه يسيرًا، ثم دفع إليه إناء آخر فيه لبن، فقيل [له: اشرب، فشرب منه] [٥] حتى روي، ثم دفع إليه إناء آخر فيه خمر، فقيل له: اشرب فقال: لا أريده قد رويت، فقال له جبريل: أما إنها ستحرم على أمتك، ولو شربت منها لم يتبعك من أمتك إلا قليل.

قال: ثم صعد به إلى السماء فاستفتح فقيل: من هذا يا جبريل؟ فقال: محمد، قالوا [٦]: أو قد أرسل إليه [٧]؟ قال: نعم، قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة [٨]؛ فنعم الأخ، ونعم الخليفة، ونعم المجيء جاء، [ففتح لهما] [٩] فدخل، فإذا هو برجل تام الخلق، لم ينقص من خلقه شيء، كما ينقص من خلق الناس، عن يمينه باب يخرج منه ريح طيبة، وعن شماله باب يخرج منه ريح خبيثة، إذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك واستبشر، وإذا نظر إلى [١٠] الباب الذي عن يساره بكى وحزن.

فقلت: يا جبريل، من هذا الشيخ التام الخلق، الذي لم ينقص من خلقه شيء؟ وما هذان البابان؟ فقال: هذا أبوك آدم، وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة، إذا نظر إلى من يدخله [١١] من ذريته ضحك واستبشر، والباب الذي عن شماله باب جهنم، إذا نظر إلى من يدخله [١٢] من ذريته بكى وحزن.


[١]- سقط من: ز، خ.
[٢]- في ز: "فكلكم".
[٣]- سقط من: ز.
[٤]- في خ: "بالنبوة".
[٥]- ما بين المعكوفتين سقط من: خ.
[٦]- في خ: "فقالوا".
[٧]- سقط من: ز.
[٨]- في خ: "ونعم".
[٩]- ما بين المعكوفتين سقط من ز.
[١٠]- في خ: "على".
[١١]- في ز: "يدخل".
[١٢]- في خ: "يدخلها".