ذلك، وقتل داود جالوت؛ ولهذا قال: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا﴾.
وعن سعيد بن جبير: أنَّه ملك الموصل سنحاريب [١] وجنوده، وعنه أيضًا وعن غيره: أنَّه بُخْتُنَصَّر ملك بابل.
وقد ذكر ابن أبي حاتم له قصة عجيبة؛ في كيفية ترقيه من حال إلى حال، إلى أن [٢] ملك البلاد، وأنه كان فقيرًا مقعدًا ضعيفًا، يستعطي الناس ويستطعمهم، ثم آل به الحال إلى ما آل، وأنَّه سار إلى بلاد بيت المقدس، فقتل بها خلقًا كثيرًا من بني إسرائيل.
وقد روى ابن جرير (٦٨) في هذا المكان حديثًا أسنده عن حذيفة مرفوعًا مطولًا، وهو حديث موضوع لا محالة، لا يستريب في ذلك من عنده أدنى معرفة بالحديث، والعجب كل العجب، كيف راج عليه مع إمامته وجلاله وقدره؟! وقد صرح شيخنا الحافظ العلامة أَبو الحجاج المزي [٣]﵀ بأنَّه موضوع مكذوب، وكتب ذلك على حاشية الكتاب.
وقد وردت في هذا آثار كثيرة إسرائيلية، لم أر تطويل الكتاب بذكرها؛ لأن منها [٤] ما هو موضوع من وضع زنادقتهم، ومنها ما قد يحتمل أن كون صحيحًا، ونحن في غنية عنها، ولله الحمد. وفيما قص الله تعالى علينا في كتابه غنية عما سواه من بقية الكتب قبله، ولم يحوجنا الله ولا رسوله إليهم. وقد أخبر الله [٥] تعالى عنهم [٦] أنهم لما طغوا وبغوا
(٦٨) - أخرجه ابن جرير في تفسيره (١٥/ ٢٢) حدَّثنا عصام بن رواد بن الجراح، قال: ثنا: أبي، قال: ثنا سفيان بن سعيد الثَّوري قال ثنا منصور بن المعتمر عن ربعي بن حراش قال: سمعت حذيفة يقول فذكره وقد ذكر ابن جرير أيضًا جزءًا منه في تفسيره (٢٢/ ١٠٨) وقال: حدَّثنا محمد بن خلف العسقلاني قال: سألت رواد بن الجراح لمن الحديث الذي حدث به عنه عن سفيان الثوري، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة، عن النبي ﷺ عن قصة ذكرها في الفتن، قال: فقلت له: أخبرني عن هذا الحديث سمعته من سفيان الثَّوري؟ قال: لا، قلت: فقرأته عليه، قال: لا، قلت، فقرئ عليه وأنت حاضر؟ قال: لا، قلت: فما قصته، فما خبره؟ قال: جاءني قوم فقالوا: معنا حديث عجيب، أو كلام هذا معناه، قلت لهم: هاتوه، فقرءوه علي، ثم ذهبوا فحدثوا به عني أو كلام هذا معناه، قال أَبو جعفر: وقد حدثني ببعض هذا الحديث محمد بن خلف، قال: ثنا عبد العزيز بن أبان، عن سفيان الثَّوري، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة، عن النبي ﷺ حديث طويل، قال: رأيته في كتاب الحسين بن علي الصدائي، عن شيخ، عن رواد، عن سفيان بطوله.