للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القابض الباسط، المتصرف في خلقه بما يشاء، فيغني من يشاء ويفقر من يشاء لما [١] له في ذلك من الحكمة، ولهذا قال: ﴿إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا﴾، أي: خبير بصير بمن يستحق الغني [٢] ومن يستحق الفقر [٣]، كما جاء في الحديث (١٥١): " إن من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته لأفسدت عليه دينه، [وإن من عبادي من لا يصلحه إلا الغني ولو أفقرته لأفسدت عليه دينه] [٤] " وقد يكون الغنى في حق بعض الناس استدراجًا والفقر عقوبةً عياذًا بالله من هذا وهذا.

انتهى بحمد الله المجلد الثامن ويلبي بمشيئة الله تعالى المجلد التاسع وأوله تفسير الآية (٣١) من سورة الإسراء


= (٥٠٩٤) (٥/ ٢٠٦). والبيهقي في الشعب - (٦٥٦٩) (٥/ ٢٥٥). وابن أبي شيبة في المصنف كتاب الأدب باب: الإسراف في النفقة وابن عدي في الكامل - (٤/ ١٣٠١). من طريق سكين بن عبد العزيز حدثنا إبراهيم الهجري به. وقال الهيثمي في المجمع - (١٠/ ٢٥٥) "رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط وفي أسانيدهم إبراهيم بن مسلم الهجري وهو ضعيف". قلت: وسكين ضعفه أبو داود والنسائي وقال ابن خزيمة: أنا بريء من عهدته ومن عهدة أبيه ووثقه ابن معين وابن حبان، وقال أبو حاتم: ليس به بأس. أقول: والحاصل من كلام الأئمة أنه صدوق في نفسه وضعفه إنما في روايته عن الضعفاء وقد روى هنا عن ضعيف!.
(١٥١) - جزء من حديث طويل. أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء - (٨/ ٣١٨). وذكره الحكيم الترمذي في نوادر الأصول - (١/ ٤٢٩ - ٤٣٠). من طريق الحسن بن يحيى، قال: حدثنا صدقة بن عبد الله عن هشام الكناني عن أنس … ذكره، وهشام الكناني لا يعرف وصدقة والحسن وهو ابن يحيى الخشني ضعيفان وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٥/ ٧٠٤) إلى ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء. وابن مردويه وابن عساكر في تاريخه.