قال: في تفسير ابن جريج ﴿وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا﴾ قال: مدينة لها اثنا عشر ألف باب، لولا أصوات أهلها لسمع النَّاس وجوب الشَّمس حين تجب. [][١].
وقوله: ﴿وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا﴾ أي: أمَّة من الأمم، ذكروا أنَّها كانت أمة عظيمة من بني آدم.
وقوله: ﴿قُلْنَا يَاذَا الْقَرْنَينِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا﴾ معنى هذا أن الله تعالى مكنه منهم [٢]، وحكمه فيهم، وأظفره بهم، وخيره: إن شاء قتل وسبى، وإن شاء منّ أو فدى، فعرف عدله وإيمانه، فيما أبداه عدله وبيانه في قوله: ﴿أَمَّا مَنْ ظَلَمَ﴾، أي: من [٣] استمر على كفره وشركه بربه ﴿فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ﴾ قال قتادة: بالقتل. وقال السدي: كان يحمي لهم بقر النحاس، ويضعهم فيها حتَّى يذوبوا. وقال وهب بن منبه: كان يسلط [٤] الطمة، فتدخل أفواههم وبيوتهم، وتغشاهم من جميع جهاتهم، والله أعلم.
وقوله: ﴿وَأَمَّا مَنْ آمَنَ﴾، أي: تابعنا على ما ندعوه إليه من عبادة الله وحده لا شريك له ﴿فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى﴾ أي: في الدار الآخرة عند الله ﷿ ﴿وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا﴾ قال مجاهد: معروفًا.
يقول تعالى: ثم سلك طريقًا فسار من مغرب الشَّمس إلى مطلعها، وكان كلما مر بأمة قهرهم وغلبهم، ودعاهم إلى الله ﷿ فإن أطاعوه وإلا أذلهم، وأرغم آنافهم [٦]، واستباح أموالهم وأمتعتهم، واستخدم من كل أمة ما يستعين به مع جيوشه على أهل الإقليم
= السيوطي في الدر المنثور - (٤/ ٤٤٧) إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.