للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وسلم: "والذي نفسي بيده، إن دواب الأرض لتسمن وتشكر شكرًا من لحومهم ودمائهم". ورواه أحمد أيضًا عن حسن -هو ابن موسى الأشيب [١]- عن سفيان، عن قتادة به. وكذا رواه [إلامام] [٢] ابن ماجة عن أزهر بن مروان، عن عبد الأعلى، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال: حدث أبو رافع. وأخرجه التِّرمذيُّ من حديث أبي عوانة، عن قتادة، ثم قال: غريب. لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه.

وهذا إسناد جيد قوي، ولكن في رفعه نكارة؛ لأن ظاهر الآية يقتضي أنهم لم يتمكنوا من ارتقائه ولا من نقبه؛ لأحكام بنائه وصلابته وشدته، ولكن هذا قد روي عن كعب الأحبار: أنهم قبل خروجهم يأتونه فيلحسونه، حتَّى لا يبقى منه إلَّا القليل [٣]، فيقولون: غدًا نفتحه، فيأتون من الغد وقد عاد كما كان، فيلحسونه حتَّى لا يبقى منه إلَّا القليل، فيقولون كذلك، ويصبحون وهو [٤] كما كان [٥]، فيلحسونه ويقولون: غدًا نفتحه، ويلهمون أن يقولوا: إن شاء الله، فيصبحون وهو كما فارقوه فيفتحونه. وهذا متجه [٦]، ولعل أبا هريرة تلقاه من كعب؛ فإنَّه كثيرًا ما كان يجالسه ويحادثه [٧]، فحدث [به] [٨] أبو هريرة، فتوهم بعض الرواة عنه أنَّه مرفوع فرفعه، والله أعلم.

ويؤكد ما قلناه من أنهم لم يتمكنوا من نقبه ولا نقب شيءٍ منه، ومن نكارة هذا المرفوع قول الإمام أحمد (١٢٢):

حدَّثنا سفيان، عن الزُّهريّ، عن عروة، [عن زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة بنت أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن أمها أم حبيبة] [٩]، عن زينب بنت جحش زوج النَّبيِّ قال سفيان: أربع نسوة- قالت: استيقظ النَّبيُّ من نومه وهو محمر وجهه، وهو يقول: "لا إله إلَّا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب!


(١٢٢) صحيح، أخرجه أحمد - (٦/ ٤٢٨). ومسلم -كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب: اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج (٢٨٨٠)، والترمذي -كتاب الفتن، باب: "ما جاء في يأجوج ومأجوج". (٢١٨٧). وابن ماجه -كتاب الفتن، باب: "ما يكون من الفتن" - (٣٩٥٣) من طريق سفيان بن عيينة به.
فائدة: قوله "عن أم حبيبة" سقط من المطبوع من "سنن ابن ماجه" انظر "تحفة الأشراف"- (١٥٨٨٠) - (١١/ ٣٢٢).