قوله تعالى مخبرًا عن يأجوج ومأجوج: إنهم ما قدروا على أن يصعدوا فوق هذا السد، ولا قدروا على نقبه من أسفله، ولما كان الظهور عليه أسهل من نقبه، قابل كلا بما يناسبه، فقال: ﴿فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا﴾ وهذا دليل على أنهم لم يقدروا على نقبه، ولا على شيء منه.
فأمَّا الحديث الذي رواه الإمام أحمد (١٢١):
حدَّثنا روح، حدَّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، حدَّثنا أبو رافع، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال:"إن يأجوج ومأجوج ليحفرون السد كل يوم، حتَّى إذا كادوا يرون شعاع الشمس، قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه [١] غدًا. فيعودون إليه كأشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم، وأراد الله أن يبعثهم على النَّاس، [حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشَّمس][٢] قال الذي عليهم: ارجعوا، فستحفرونه غدًا إن شاء الله. ويستثني، فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على النَّاس، فينشفون المياه، ويتحصن النَّاس منهم في حصونهم، فيرمون سهامهم [٣] إلى السماء، [فترجع وعليها كهيئة الدم، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء][٤]، فيبعث الله عليهم نغفًا في أقفائهم فيقتلهم بها". قال رسول الله صلى الله
(١٢١) أخرجه أحمد (٢/ ٥١٠ - ٥١١، ٥١١)، والترمذي -كتاب تفسير القرآن، كتاب: "ومن سورة الكهف" - (٣١٥٣) (٥/ ٢٩٣ - ٢٩٤). وابن ماجه -كتاب الفتن، باب: فتنة الدجال وخروج عيسى ابن مريم وخروج يأجوج ومأجوج - (٤٠٨٠) - (٢/ ١٣٦٤ - ١٣٦٥). وابن حبان في صحيحه- (٦٨٢٩) - (١٥/ ٢٤٢ - ٢٤٣). والحاكم (٤/ ٤٨٨) وابن جرير في تفسيره (١٦/ ٢١). من طرق عن قتادة ثنا أبو رافع به. وقال الترمذي: "حديث حسن غريب". وصححه الحاكم على شرط الشيخين ووافقه الذهبي. وقال البوصيري في الزوائد: "إسناده صحيح، رجاله ثقات". وصححه الشَّيخ الألباني في الصحيحة - (١٧٣٥) - (٤/ ٣١٣) وأجاب على استنكار المصنف له فراجعه إن شئت.