للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آل يعقوب﴾ ". وهذه مرسلات لا تعارض الصحاح، والله أعلم.

وقوله: ﴿وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ أي: مرضيًّا عندك وعند خلقك، تحبه وتحببه إلي خلقك، في دينه وخلقه.

﴿يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَي لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا (٧)

هذا الكلام يتضمن محذوفًا، وهو: أنه أجيب إلي ما سأل في دعائه، فقيل: ﴿يَازَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَي﴾ كما قال تعالى: ﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَال رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (٣٨) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَي مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (٣٩)﴾.

وقوله: ﴿لم نجعل له من قبل سميًّا﴾ قال قتادة وابن جريج وابن زيد (١٧): أي لم يسم أحد قبله بهذا الاسم.

واختاره ابن جرير .

وقال مجاهد (١٨): ﴿لم نجعل له من قبل سميًّا﴾ أي: شبيهًا-[أخذه من معنى قوله: ﴿فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ أي: شبيهًا] [١]-.

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس (١٩): أي: لم تلد العواقر قبله مثله. وهذا دليل علي أن زكريا كان لا وولد له، وكذلك امرأته كانت عاقرًا من أول عمرها، بخلاف إبراهيم وسارة فإنهما إنما تعجبا من البشارة بإسحاق علي كبرهما لا لعقرهما؛ ولهذا قال: ﴿أبشرتموني علي أن مسني الكبر فبم تبشرون﴾ مع أنه قد كان ولد له قبله إسماعيل بثلاث عشوة سنة، وقالت امرأته: ﴿قَالتْ يَاوَيلَتَي أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيخًا إِنَّ هَذَا لَشَيءٌ عَجِيبٌ (٧٢) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيكُمْ أَهْلَ الْبَيتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾.


(١٧) - أخرجه عنهم الطبري (١٦/ ٥٠).
(١٨) - أخرجه الطبري (١٦/ ٤٩)، وزاد السيوطي نسبته إلي أحمد في الزهد، وابن أبي حاتم، وعبد بن حميد وابن المنذر (٤/ ٤٦٨).
(١٩) - أخرجه الطبري (١٦/ ٤٩)، وزاد السيوطي نسبته (٤/ ٤٦٨) إلي ابن المنذر وابن أبي حاتم.